فازت دولة الإمارات باستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 بتصويت أعضاء الجمعية العمومية للمجلس بالإجماع، أثناء اجتماعها ضمن فعاليات الكونغرس الحالي المنعقد في سيؤول. وجاءت دعوة دولة الإمارات لاستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني. تأتي أهمية استضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف 2020 كونه أكبر تجمع أرشيفي عالمي يعنى بالقضايا التي تخص الإرث الإنساني وتجميعه وحفظه. ويستقطب الكونغرس شبكة عالمية من الأرشيفين والمؤسسات العاملة في هذا المجال من حوالي 200 دولة، ويتميز أولئك الأرشيفيون بتقديمهم الحلول الفعالة في حقل الأرشفة والتوثيق وحفظ الرصيد الوثائقي. يترأس وفد الأرشيف الوطني في اجتماعات الجمعية العمومية للكونغرس المنعقدة في العاصمة الكورية سيؤول الدكتور علي بن تميم عضو مجلس إدارة الأرشيف الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية، يرافقه ماجد المهيري المدير التنفيذي في الأرشيف الوطني، وحمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات بالإنابة والدكتور إيان ويلسون المستشار الفني. وقد حظي الأرشيف الوطني لدولة الإمارات بتوصية المكتب التنفيذي لقبول الاستضافة، وبعد أن طلب المكتب التنفيذي اختيار الدولة المستضيفة لمؤتمر المجلس الدولي للأرشيف 2020، تمت الموافقة رسمياً في الجمعية العمومية على أن تكون العاصمة أبوظبي هي الفائزة بهذه الاستضافة. وألقى الدكتور علي بن تميم كلمة في اجتماعات الجمعية العمومية للكونغرس بدأها بتهنئة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي طالما قادت رؤاه الحكيمة ودعمه اللامحدود للثقافة بكافة أشكالها بما في ذلك التراث الإماراتي إلى نجاحات باهرة في شتى الميادين، ثم رحب بجميع المشاركين في المؤتمر المقبل في رحاب دولة الإمارات في العاصمة أبوظبي..مؤكداً أن الأرشيف الوطني الإماراتي سوف يبذل قصارى جهده لإنجاح هذا الحدث البارز بما من شأنه الارتقاء أكثر بأساليب الأرشفة والتوثيق وحفظ الذاكرة، ناهيك عن الهدف المهم وهو أن يشكّل المؤتمر لدى انعقاده في أبوظبي مناسبة يتعرف من خلالها العالم إلى الموروث الثقافي والحضاري الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال: لقد حرص رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على توفير كل الإمكانات وكل الدعم اللازم، والأهم من ذلك وضع الرؤية المتبصرة التي من شأنها وضع الأرشيف الوطني على الطريق الصحيح، لتحقيق كافة أهدافه، ونحن نأمل عبر مؤتمر المجلس الدولي للأرشيف 2020 في إشراك المجتمع المحلي والدولي على السواء في القضايا التي تهمه في حقل الأرشفة والتوثيق وحفظ الذاكرة الجماعية، بدءاً بالحفاظ على الكم الهائل من الإرث الاجتماعي والقيم والتقاليد، ومروراً باستقراء التاريخ وصولاً إلى تحديات حفظ الذاكرة الرسمية كمواد رقمية في أحدث الوسائل التقنية.. ومع تقدم التكنولوجيا الحديثة، نود أيضاً استكشاف سبل إشراك الأرشيفين في جميع أنحاء العالم في المناقشات التفاعلية التي ستعود بالنفع بالضرورة على دولنا ومجتمعاتنا. وبمناسبة اختيار الإمارات لاستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف 2020، أكد الدكتور عبد الله الريسي مدير عام الأرشيف الوطني أن فوز الإمارات باستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي عام 2020 يضاف إلى سلسلة النجاحات الإدارية والعالمية التي تحققها الدولة في شتى المجالات والسمعة الطيبة التي تحظى بها بين مختلف دول العالم. وأشار إلى أن هذا التجمع الأرفع لمؤرشفي العالم والعاملين في هذا المجال من شأنه أن يلفت أنظار العالم إلى الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات، وبالتحديد أبوظبي في حفظ ذاكرة العالم وإتاحة الإرث التاريخي للأمم أمام متخذي القرار والباحثين والمحافظة عليه من الاندثار والتلف والضياع، وأن يلقي الضوء على أهمية حفظ التاريخ بجميع أشكاله والبحث عن أدوات حفظه في ظل التطور السريع للأدوات التقنية ووسائل النشر والإتاحة. وقال: لا يسعنا هنا إلا أن نرفع أطيب التهاني وأحر التبريكات إلى القيادة الحكيمة للدولة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ،وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني، على دعمه المتواصل للقضايا الأرشيفية التي يتبناها الأرشيف الوطني الذي استطاع بفضل توجيهاته أن يظل صرحاً ثقافياً وحضارياً، ونتوجه بالشكر لسموه أيضاً على الدعم السخي من أجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير المتمثل باستضافة الكونغرس العالمي للمجلس الدولي للأرشيف 2020. كما توجه الدكتور الريسي بالشكر لمنتسبي المجلس الدولي للأرشيف من مختلف دول العالم على اختيارهم أبوظبي مقراً للكونغرس القادم، معرباً عن فخره بأن تكون دولة الإمارات الدولة العربية الأولى التي تستضيف مثل هذا الكونغرس، لأنها تتمتع ببنية أساسية قوية وبموقع جغرافي متميز ولها دورها المحوري والمتقدم في مجال تطوير التوثيق والأرشفة. وأكد العزيمة والإصرار من أجل تذليل كافة العقبات وتقديم كل التسهيلات الممكنة للكونغرس وللوفود المشاركة. وقال الريسي إن التحديات التي تواجهها الأرشيفات الحكومية وهي تتجه نحو الحكومة الذكية جديرة بأن تناقش في الكونغرس المقبل 2020 ونحن نقف اليوم أمام الكثير منها ولا سيما في السياسات والتقنيات الخاصة باستدامة المعلومات الرقمية في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الإلكترونية وحفظها الدائم، وإمكانية الوصول إليها في وقت تتطور فيه البرمجيات باستمرار وما يترتب على ذلك من تكاليف مالية باهظة لكي تبقى رافداً عالمياً للأرشيفات. (وام)
مشاركة :