25 فوتوغرافياً يوثّقون جماليات الإسكندرية

  • 9/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سعى 25 فوتوغرافياً سكندرياً لرصد عدد من التحولات الثقافية والسياسية والديموغرافية التي طرأت على مدينة الإسكندرية عبر تجسيد فعل لحظي جمالي اشتبكت فيه الكتل الصامتة للمدينة الكوزموبوليتانية للثقافات والحضارات والفنون القديمة مع الإنسان السكندري بحركاته وانفعالاته وتفاعلاته اليومية. وخطفت الكاميرا تلك اللحظات لتحولها إلى حالة بصرية مفعمة تحمل بين جنباتها نزاعاً دائماً، يخبو ومن ثم يشتعل ما بين الهوية الحضارية الساكنة والتعددية الثقافية الوافدة بفضاءاتها المتحررة في معرض التصوير الفوتوغرافي «إسكندرية جميلة». ويقول رئيس أتيليه الإسكندرية رفيق خليل إن «ثيمة الصالون في ثوبه السابع والعشرين هي البحث عن جماليات المدينة برؤية كل فنان»، لافتاً إلى أن مشاركة عادل جزارين (أحد أهم رواد التصوير الفوتوغرافي بمصر) أضفت بعداً إبداعياً فنياً أثرى المشاركات الأخرى من خلال استعراض تجربته المهمة التي تجاوزت حدود الصورة الضوئية لترتقي من حيّز التسجيل إلى مرتبة العمل الفني المتكامل بنائياً وجمالياً وتعبيرياً. ويشير جزارين الحاصل على وسامي استحقاق من مصر وثلاثة أوسمة من إيطاليا وبولندا، إلى التحولات التي طرأت على الأساليب الفنية والتي تجاوزت مرحلتها الزمنية عبر التكنولوجيا التي أتاحت للجميع صياغات بصرية مبهرة وفتحت أبواب الإبداع والبحث في فضاءات جديدة. ولفت إلى أن الصالون «سعى هذه السنة إلى جعل عدسة الكاميرا فضاء بديلاً يسمح لعين المشاهد برؤية جماليات طيف المدينة المتوسطية في حياتها اليومية وفوضاها التي ترمقنا بنظرات ثاقبة تدعو المشاهد إلى التأمل في التواصل بين ذاته وذوات أخرى». 120 لوحة رصدت المدينة بفضاءاتها التقليدية زماناً ومكاناً، بعمارتها الأوروبية وآثارها القديمة وأزقتها الضيقة وحاراتها الشعبية ومراكبها وصياديها وبائعيها وأرستقراطييها وبحرها بمختلف حالاته الراضية والناقمة. ترى المصورة ماجدة بركات أن الإسكندرية مدينة مستفزة فنياً ومثيرة بصرياً ومؤججة إبداعياً، وترى المدينة ببحرها وهوائها وسمواتها الزرقاء وما تحمله من تعددية ثقافية عالماً مختلفاً عن العالم الذي نشغل فيه حيزاً من المكان وبرهة من الزمان. وتقول: «هناك عوالم أخرى يطمئن إليها الفنان خارج عالم الواقع المباشر ويمكن أن ينقل المشاهد إليها». وقدمت بركات لقطة لثلاثة مراكب صيد ترابط في المياه بهدوء وتراقب وتنتظر صيداً ثميناً عز وجوده. من اللقطات اللافتة لوحة خلود عبدالمنعم هي لقطة مركبة جمعت بين تمثال سعد زغلول والبحر وسفينة، واستطاعت تحقيق التوازن البصري هندسياً وجمالياً بين قيم الكتل والفراغ المحيط بفضاءات اللون المتدرج في الزرقة بين السماء والبحر.

مشاركة :