«الأنانية» ليست شرطاً للنجاح! - فهد بن جليد

  • 9/8/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

من الصعب التفريق بين الناجح، والأناني في مجتمعنا؟! اختبر نفسك وحاول الإجابة على السؤال التالي: هل كل من اعتلى منصباً، أو امتلك منزلاً، أو سيارة فارهة، أو توفر المال بيده، يستحق لقب (إنسان ناجح) مهما عُرف بأنانيته، وحبه لنفسه بشكل كبير، وأن ثمن ما حقق هو تجاهله لحاجة مَن حوله من أهله أو أقاربه؟ وعدم تفاعله معهم ودعمهم ما لم يكن هناك مصلحة وفائدة له؟! برأيي أن نجاح (هذا) ناقص، واللقب الذي يستحقه هو (أناني) وليس (ناجح)! ماذا لو عكسنا الآية؟ وسألتك عن رأيك (بشخص ما) فضّل الإيثار ومصلحة العائلة والمجموعة على مصلحته الشخصية وتحقيقه لأحلامه، فلم يسافر للخارج لإكمال دراسته بسبب تربيته واهتمامه بإخوته؟ كما أن تسديده لديون عائلته ومساعدته لهم، حرمه من جمع مُرتبه لشراء منزل؟ أو سيارة فارهة؟ كما أنه كان يراعي وينظر لمصالح عائلته وأسرته تماماً مثلما ينظر لمصلحته، وهو ما أفقده فُرص نجاح كثيرة لأنها تتعارض مع مصلحة المجموعة، فلم يكن أنانياً في خياراته وخطواته..؟! برأيي أن تضحية (هذا) ناقصة أيضاً، لأن النجاح والتطلع إليه، لا يتعارض مع الاهتمام بالآخرين ومُساعدتهم، هناك (خيط رفيع) مفقود في كلتا المُعادلتين السابقتين، وهو ما سبب لنا خلطاً بين (الأنانية والنجاح)؟! أكثر من دراسة غربية كرّرت مُصطلح (Selfish) كشرط للنجاح، على اعتبار أن الوصول للقمة أو الأعلى، يتطلب حبك لذاتك ونفسك أكثر من أي شيء آخر, وعدم الإيثار، واستغلال كل الفُرص دون النظر لحاجة الآخرين، وأن تكون أقل تعاوناً مع من حولك، وتنعزل عنهم، وأن تبحث عن رفاهيتك ومصلحتك أولاً وتتجاهل رغبات وحاجات غيرك، بمعنى أن تغلب (الأنانية) بمفهومها العام على تفاصيل حياتك (المهنية والخاصة) حتى تنجح؟! قد ينطبق هذا على حياة الغرب المُستقلة أكثر من حياتنا المُترابطة والمُتداخلة، وهو ما يتطلب أن نسمي الأشياء بمُسمياتها، و(نصحح) بعض مفاهيمنا المُجتمعية الخاطئة التي تصنف الكثير من (الأنانيين) بيننا على أنهم (ناجحون)؟! وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :