تحقيق: مها عادل رغم تأثيره في الخروج بانطباع عام إيجابي عن المكان، والدور الذي يلعبه في المساعدة في إضفاء أجواء الفخامة والرقي، كان الكثيرون يهملون الاهتمام بديكور الأسقف، أو يعتقدون أنه يأتي في مرحلة متأخرة، بعد الجدران والأرضيات والأثاث وغيرها. لكن في السنوات الأخيرة بدأ التنبه إلى أن ديكور السقف هو مفتاح اختيار العديد من عناصر الديكور الأخرى، لتكتمل صورة المنزل أو المكان المراد تجهيزه، وتتحدد ملامح شخصيته على الوجه الأمثل، فأصبحت تخصص لذلك ميزانيات محددة، وصار من الأولويات التي ينصح بها خبراء تصميم الديكور. مريم عبد الله، ربة بيت من الشارقة، تحدثنا عن تجربتها في اختيار ديكور السقف فتقول: أهم ما في ديكور السقف وحدات الإضاءة والثريات، والتي أحرص على أن تكون متناسقة مع أثاث الغرفة. ومع ذلك فحدود التغيير في ديكور الأسقف داخل المنزل الذي أقيم به محدودة، فنحن نسكن في شقة مستأجرة، أي أننا لم نتحكم مسبقاً في شكل السقف، فضلاً عن أن وجود فتحات التكييف في سقف مساحة الاستقبال يشوه الشكل العام إلى حد ما، من وجهة نظري، ومن الصعب استخدام وحدات ديكور كحل لإخفائها. أما في غرفة الأطفال فالوضع أفضل، حيث إن السقف على شكل السقف المقلوب، ووحدات الإضاءة مدفونة في كوات داخلية، ولذلك لا أحتاج إلى استخدام ثريات كبيرة الحجم أو وحدات إضاءة غالية لإبراز جمال الغرف. وتروي لنا نجاة إبراهيم، موظفة في دبي، تجربتها مع تغيير ديكورات الأسقف: بعد أن قضيت نحو 10 سنوات أتنقل مع أسرتي بين شقق سكنية مختلفة المساحات، انتقلنا منذ عامين إلى فيلا اشتراها زوجي في أحد المشاريع بدبي، ولأول مرة أكتشف أهمية ديكور السقف، والدور الذي يلعبه في إضفاء جو من الفخامة والرقي على المكان، وربما كان السبب في ذلك أن أسقف الفيلا عالية متنوعة الارتفاع، وهو عكس الحال في الشقق السكنية، حيث يكون السقف منخفضاً وبه فتحات للتكييف ووحدات الإضاءة وبعض الزخارف البسيطة. تضيف: نصحني خبير الديكور باستخدام أشكال مختلفة من تركيبات الجص، في منطقة التقاء الجدران بالسقف، وقدم لنا تشكيلات مختلفة اخترنا أحدها على الطراز الإسلامي، قمت بفرش غرفة الاستقبال بأثاث من طراز الأرابيسك، واخترت للسقف ثريا من النحاس المصقول، وفي كل ركن من الأركان الأربعة تتدلى مشكاة من الخشب والنحاس، ليتناغم ديكور السقف مع ديكور الغرفة ويكمله. مؤكدة إعجاب الأهل والأصدقاء الذين زاروا بيتها بهذا التناغم، وكان ديكور السقف هو البطل في إيجاد هذه الحالة من التناسق. معز سلطان، شاب مقبل على الزواج وبصدد تجهيز ديكور منزله في إمارة رأس الخيمة، يقول: اهتممت كثيراً عند اختيار ديكور منزلي الجديد، بالاتفاق مع مصمم الديكور؛ بشكل الأسقف وطريقة توزيع الإضاءة بها، خصوصاً في غرفة الاستقبال، الغرفة الأكبر مساحة في البيت، ولأنها مكان استقبال الضيوف يجب أن تحظى باهتمام خاص. مضيفاً: اخترت ما يسمى بالسقف الساقط أو المعلق، والذي يتضمن زخارف أنيقة من الجص موزعة في المنتصف وفي الأركان، ومزينة بألوان يغلب عليها البيج والذهبي، لتكون متسقة مع الصالون المذهب والثريات النحاسية والمطلية بالذهب التي سوف تعلق في الغرفة. مؤكداً أن ديكور السقف المذهب أضفى طابعاً من الفخامة والرقي على الغرفة. في حين يشير كريم عاطف، مدير حسابات في إحدى شركات القطاع الخاص بدبي، إلى أن أكثر ما لفت نظره عند تجديد ديكور غرفة أطفاله، أن السقف هو المكان الوحيد الذي لا توجد به أي بهجة أو عناصر جمالية. يقول: الجدران تزينها صور شخصياتهم الكرتونية المفضلة، والأثاث على شكل ألعاب وسيارات، والألوان تتوزع في الأثاث والملاءات والخزائن، اللمسات المرحة كانت واضحة في كل مكان، إلا السقف الذي نسيته تماماً في المراحل الأولية من تجديد الغرفة. يتابع: لكنني وجدت في أحد المتاجر فكرة جميلة بسيطة، نجحت في إسعاد أطفالي ومنح سقف غرفتهم لمسة جمالية، حيث اشتريت ورق حائط عبارة عن منظر طبيعي يمثل مشهد السماء ليلاً حيث القمر والنجوم، ثبتّه بالسقف وأضفت إليه بعض النجوم البلاستيكية والفوسفورية التي تضيء في الظلام. هذا الديكور الجديد أضفى جواً من الراحة و الهدوء والبهجة على الغرفة، وأبدى كل من رآه إعجابه بالفكرة. اهتمام تاريخي سمير محمود، خبير الديكور، يتحدث عن تطور أنماط الديكور وتصاميم الأسقف: تاريخياً كانت الأسقف دائماً مكوناً مهماً من مكونات الديكور، في البيوت والقصور والمنشآت المختلفة، لكن في منتصف القرن العشرين قل الاهتمام بالأسقف، وفي السنوات الأخيرة عادت الأسقف لتصبح محور اهتمام كثير من المصممين والعاملين في مجال الديكور. وعن أشهر الأنماط المستخدمة في الوقت الحالي يقول: الإسلامي الذي يتميز بمقرنصات من الجص، تتدلى من السقف وعند الأركان. والأوروبي، الفرنسي خصوصاً، وهو يعتمد على زخارف الروكوكو التي كانت منتشرة في أسقف القصور الفرنسية الشهيرة، ولأنه من المكلف تزيين مساحات كبيرة بهذه الزخارف، يُعتمد على زخرفة مساحات صغيرة بنمط تكراري. ونمط استخدام المرايا، مع استخدامه بحساب؛ إذ إنها قد تعكس الإضاءة ما قد يتسبب بإزعاج الموجودين في الغرفة. إضافة إلى الأسقف الشفافة التي تظهر مساحات من السماء، لتمنح المكان حيوية وقدراً من الإضاءة الطبيعية.
مشاركة :