عادةً ما يستحوذ دربي مدينة مانشستر اهتمام عدد كبير من مُتابعي كرة القدم حول العالم، كونه مواجهة تجمع بين جارين غير مُتحابين على مر السنوات. وازدادت المُتابعة بشكل ملحوظ بعد الاستثمار الإماراتي الناجح في الفريق ذو القميص الأزرق السماوي، مُكللًا هذا الاستثمار بلقبين من الدوري الإنجليزي الممتاز خلال العقد الثاني من الألفية الجديدة، فضلًا عن ألقاب محلية أُخرى، بينما كان أبرز إنجاز أوروبي هو الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. تاريخ جديد يُكتب للسيتي، مُقابل تاريخ كبير معروف للجميع لمانشستر يونايتد محليًا وأوروبيًا. ولكن سقوط نسبي للشياطين الحُمر خلال السنوات الأخيرة بعد اعتزال السير "فيرجسون"، مُقابل تألق وتتويجات للجار اللدود. جميعها أشياء أعطت للدربي قيمة أكثر من ذي قبل. الاهتمام يزداد هذا الموسم بعد سوق انتقالات قوي من الجانبين سواء على الصعيد التدريبي أو على صعيد اللاعبين الجُدد. على الصعيدين كذلك، يُمكن أن نلاحظ تأثير وعلامات من مدرسة "البلاوجرانا" التي ستتواجد في دربي مانشستر مساء السبت القادم. تلك المدرسة التي قدمت ثورة هائلة هي الأكبر في كرة القدم في الألفية الجديدة. أين تظهر معالم كتالونيا في هذه المواجهة؟ سنسرد لكم في هذا التقرير. الإدارة الفنية صنع "جوزيه مورينيو" اسمه التدريبي من خلال تتويجه الأوروبي الأسطوري رفقة بورتو البرتغالي، بالإضافة إلى تتويج لا يقل عنه أسطورية رفقة إنتر ميلان الإيطالي خلال السنوات العشرة الأولى من الألفية الحالية. كذلك بصمته رفقة تشيلسي اللندني في فترته الأولى تحديدًا جعلت اسمه ضمن الأبرز في العالم في وقت ندُرت أسماء المديرين الفنيين الشباب الذين قد يجاروه في التميز، إلى أن ظهرت ثورة "بيب جوارديولا" في برشلونة. قاد "بيب" برشلونة إلى إنجازات كروية غير مسبوقة بتحقيق سداسية تاريخية في 2009 وخُماسية في 2011، مُتفوقًا في مرات عديدة على صديقه وزميله القديم "مورينيو" فيما هو أشبه بحالة حرب كروية. الغريمان الحاليان، واللذان سيبقيان كذلك حتى تنتهي مسيرة أحدهما التدريبية على الأقل، تجاورا سويًا في برشلونة حينما كان "جوارديولا" لاعبًا و"مورينيو" مُترجمًا ثم مساعد للمُدرب في الفترة من 1998 إلى 2002 تقريبًا. تفرقت بهما الطرق، ثم التقيا من جديد لكن كغريمين، ولكن البداية كانت من "البلاوجرانا". -تجربة "زلاتان" القصيرة في برشلونة بالحديث عن التواجد الكتالوني في دربي مانشستر، لا يُمكن أن نغفل التجربة السريعة للسويدي "زلاتان إبراهيموفيتش" في برشلونة، خاصةً أنه الوحيد من قائمة مانشستر يونايتد الحالية الذي سبق له اللعب في الفريق الكتالوني. موسم وحيد بين جدران "كامب نو"، مُسجلًا خلاله 22 هدفًا في 46 مباراة مختلفة. رُبما لم يكن النجاح المُنتظر –رقميًا- للسويدي المُعتزل دوليًا مؤخرًا، إلا أنه لم يكن موسمًا خاليًا من البطولات بالنسبة له، بل كان هناك الكثير منها. لقب الليجا والسوبر الإسباني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، تحت قيادة غريمه في أُمسية السبت القادم "بيب جوارديولا". ويبدو أن فلسفتيهما لم تتفقا. -التواجد الكتالوني في السيتي - على عكس مانشستر يونايتد، تتعدد الأسماء الـ "ex-كتالونية" في قائمة مانشستر سيتي، وتحديدًا 3 أسماء. اسمين منهما من الوافدين الجُدد في عصر "سيتي-جوارديولا". الأول هو "نوليتو" القادم من صفوف سلتا فيجو الإسباني والذي تألق فيه بشكل كبير في الموسم الماضي في مركز الجناح الأيسر، حتى أنه كان قريبًا من العودة إلى قلب الـ"كامب نو"، إلّا أن السيتي تمكنوا من اقتناصه. لعب "نوليتو" في فريق برشلونة B بين عامي 2008 و2010، وتم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2010-2011 تحت قيادة "جوارديولا" الذي يعرفه جيدًا، لكنه لعب 5 مباريات فقط مُسجلًا هدفًا واحدًا في كأس الملك، ولم يجد مكانه وسط قائمة مُمتلئة بالنجوم، فرحل إلى بنفيكا البرتغالي ومنه إلى غرناطة على سبيل الإعارة، قبل أن يستقر في سلتا فيجو، ومنه إلى مانشستر سيتي هذا الموسم. اللاعب الثاني هو حارس المرمى التشيلي "كلاوديو برافو"، والذي لم يعاصر فترة "برشلونة-جوارديولا"، حيث انتقل إلى برشلونة في عام 2014، حينما كان "بيب" مُديرًا فنيًا لبايرن ميونيخ. لكن يبدو أن فلسفة مُعينة قد وضعها "بيب" في برشلونة ما زالوا يسيرون على نهجها حتى الآن، تشمل مُشاركة حارس المرمى في بناء الهجمة. وهو ما يبدو أنه قد رآه "بيب" في الحارس المُتوج بكوبا أمريكا رفقة منتخب بلاده لعامين مُتتاليين، مُفضلًا إياه على حساب "جو هارت" الذي حرس مرمى "السيتيزينز" طوال سنوات ما قبل عصر "جوارديولا". لم يشارك "برافو" مع فريقه الجديد بعد مع السيتي الذي انتقل إليه مؤخرًا، ولكن قد يكون دربي مانشستر شاهدًا على ظهوره الأول. الإسم الثالث قديم في صفوف السيتي، ولكن لا يبدو أنه سيكون في حسابات "بيب" خلال هذا الموسم، وتحديدًا في هذا المباراة. إنه الإيفواري "يايا توريه". مُنذ 2010، يتألق "يايا" مع السيتي مُساهمًا في لقبين من البريمرليج خلال السنوات الستة الأخيرة، حيث إنتقل إلى الفريق قادمًا من برشلونة الذي رحل عنه بسبب خروجه من حسابات المُدير الفني وقتها "بيب جوارديولا"! يتكرر المشهد، ويجد "بيب" الحلول في أسماء أُخرى بدلًا من "يايا توريه" الذي كبُر في السن ووصل إلى عامه الـ 33 بعدما كان اعتماد الفريق عليه في وسط الملعب طوال المواسم الماضية. يستمر الإيفواري في صفوف الفريق ولكنه لم، وربما لن، يشارك هذا الموسم. غيابه عن المشاركة الأوروبية أصبح مؤكدًا بعدما خرج من قائمة الفريق في دوري أبطال أوروبا.
مشاركة :