ورثة الأميركي ـ العربي كيسي قاسم «يتعاركون» على 80 مليون دولار

  • 2/18/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: محمد علي صالح لقرابة نصف قرن، كان الأميركي العربي كيسي قاسم يقدم أشهر برنامج إذاعي في الولايات المتحدة: «توب أميركان 40» (أشهر 40 أغنية أميركية) الأسبوعي. وقبل خمس سنوات، تقاعد. الآن، عمره 81 سنة، ومصاب بمرض «باركنستون»، ويرقد على فراش الموت، بينما يتحارب أولاده من زوجة سابقة مع زوجته الحالية على 80 مليون دولار، هي الثروة التي سيتركها. ولد قاسم في ضاحية ديربورن، حيث أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة. هاجر والداه إلى هناك من لبنان. وكانا قد هاجرا إلى لبنان من فلسطين. انخرط قاسم في القوات الأميركية المسلحة، واشترك في حرب كوريا (1950 - 1953). ولأنه كان مولعا بالغناء والإذاعات، عمل في كوريا في الإذاعة المحلية للجنود. وكان يقدم برنامج «ما يطلبه الجنود». وهكذا، بدأ هواية صارت مهنته طول حياته. في عام 1970، اشترك مع ابن مهاجرين آخرين من لبنان، وهو (دون بستاني) في تقديم برنامج إذاعي هو: «أحسن 40 أغنية». في ذلك الوقت، لم يكن التلفزيون انتشر كثيرا. وكانت الراديوهات في السيارات هي الموضة الجديدة. حتى تقاعده، قبل خمس سنوات، ظل قاسم يشرف على البرنامج. عمل معه بستاني لسنوات، ثم انتقل إلى التلفزيون، حيث عمل مخرجا. ثم اهتم بالعمل السياسي، وصار من قادة الأميركيين العرب الناشطين، ومن دعاة حقوق الشعب الفلسطيني، الآن، يعمل مستشارا للجنة الأميركية ضد التفرقة (إيه إيه إيه دي سي)، وبسبب ذلك، واجه حملات نقد من منظمات صهيونية ويهودية. أما قاسم، فضل الابتعاد عن العمل السياسي المباشر، واستمر في تقديم برامجه الإذاعية، وصار من أشهر الأميركيين العرب. وهو صاحب عبارة صارت جزءا من الثقافة الأميركية الأخلاقية: «اغرس رجليك على الأرض، لكن، سافر إلى النجوم». اليوم، بينما يرقد على سرير الموت، تناقش محكمة في لوس أنجليس القضية رقم: بي بي 145805: جولي قاسم وآخرون ضد جين قاسم. الأخيرة هي زوجته الثانية، والأولى هي بنته، والآخرون هم أخوها وأختها، ومنير قاسم، عمهم. ومثل كل مشكلات هوليوود، عاصمة النجوم، وقصص وفضائح الممثلين والممثلات، أثارت قضية قاسم اهتمام الصحافيين الأميركيين. ومؤخرا، نشرت عنها صحيفة «هوليوود ريبورتار» تقريرا مطولا عنها. في عام 1972، تزوج قاسم الممثلة ليندا مايار، وأنجب منها: جولي، مايك، كيري. وبعد سبع سنوات، تطلقا. وتزوج قاسم الممثلة جين قاسم، وأنجبا بنتا واحدة: ليبرتي (الحرية). وفي القضية التي أمام المحاكم، تقف ليبرتي مع والدتها. بالإضافة إلى القضية، وربما لمزيد من الإثارة، على طريقة هوليوود، نظم المدعون مظاهرة أمام بيت قاسم، حيث يعيش مع زوجته جين. ورفع المدعون لافتات مكتوب عليها: «يا جين، نريد أن نرى والدنا» و«نحبك يا والدنا» و«يا جين، أطلقي سراح والدنا». وقالوا إن الزوجة منعتهم حتى من مشاهدة الرجل المريض جدا. وتحولت القضية من قانونية إلى طبية. البنت جولي تعمل ممرضة متخصصة في أمراض كبر السن. وتقول إن والدها في حالة خطيرة جدا. وزوجها، الأميركي العربي جميل أبو الحسن، طبيب في أمراض القلب، ويقول إن صهره كان كلفه برعايته صحيا عندما يكبر في السن ولا يقدر على الحياة. وفي المحكمة، قال محامي الزوجة إنها تملك إقرارا قانونيا من زوجها بأن ترعاه عندما يكبر في السن، ويعجز عن الوعي. وقدم وثيقة وقعها كيسي قاسم في عام 2011، أعطت التوكيل للزوجة. وأقر القاضي أن الوثيقة أبطلت وثيقة أخرى كان وقع عليها كيسي قاسم عام 2007. وقال المحامي إن «الاحتجاجات في الصحف والمظاهرات أمام المنزل ليست إلا تمثيلية». ووزعت الزوجة بيانا قالت فيه: «كيسي وأنا نعيش في كابوس، بسبب هذه المظاهرات، وهذه الحملات الإعلامية. أنا، في جانبي، متأكدة أن اهتمام إخصائيي الخدمات الطبية، وجو الحب في البيت، وزوجته المخلصة، والبنت المحبة، كلها، توفر لكيسي حياة مريحة». ورفعت الزوجة عريضة إلى القاضي الذي ينظر في القضية، جاء فيها: «هؤلاء الناس يحطمون حياة كيسي، وحياة زوجته، وحياة أصغر بناته، إنهم يفعلون ذلك بالتخطيط مع وسائل الإعلام، ومع صحافيين محترفين، ومع خبراء علاقات عامة. هذه الحملات تهين والدهم، وتشتم زوجة والدهم. إنهم يقولون كذبا إن زوجة والدهم شريرة. وإنها حولت زوجها إلى سجين في بيته، وخلف أبواب مغلقة. لكن، لأسباب يعرفونها جيدا، سيكون وجودهم جوار كيسي مؤذيا له، ولزوجته، ولأصغر بناته». لحسن حظ الزوجة، يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أيدت المحكمة حقها في رعاية زوجها. وأمرت المحكمة الجانبين بحل المشكلات بينهما بطرق سلمية، سواء زيارة الرجل، أو تقسيم ثروته. لكن، رغم فوزها القانوني الحاسم هذا، تظل الزوجة (وهي تعرف ذلك) تخسر في محكمة التغطية الصحافية. وصار واضحا أن قصة «الزوجة الشريرة التي تمنع أولاد وبنات زوجة أخرى من زيارة والدهم»، وهي قصة تراثية، وثقافية، تنطبق عليها تماما. كجزء من هذه الحملة الصحافية، أعلنت البنت الكبرى كيري أنها، تكريما لوالدها، أسست مؤسسة «قاسم الخير» للضغط، باسم حقوق الزيارة، ليقدر كل طفل على زيارة والده. وفي ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، فازت خادمة بـ10 آلاف دولار بعد أن رفعت قضية ضد الزوجة بأنها «ظالمة». ومؤخرا، ظهرت كيري وشقيقها مايك في تلفزيون «سي إن إن» لرواية قصتهما. ثم عادت القضية إلى القاضي الذي يظل يؤيد حق الزوجة في رعاية زوجها. وهذه المرة، أعلن القاضي أن الزوجة والولد والبنت الكبرى جولي توصلوا إلى اتفاق سري فيه ترتيبات لزيارة الوالد. لكن، رفضت البنت الصغرى، كيري، التوقيع على الاتفاق. في نفس الوقت، يكرر المدعون أنهم لا يريدون ثروة الـ80 مليون دولار، ولكنهم يريدون مشاهدة الرجل المريض بسبب حبهم له.

مشاركة :