صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة الطبعة العربية من كتاب «اللغة والسلطة»، من تأليف نورمان فيركلف، وترجمة الناقد المصري الدكتور محمد عناني. يدور كتاب «اللغة والسلطة» حول العمل الذي تؤديه اللغة للحفاظ على علاقات السلطة وتغييرها في المجتمع المعاصر، وحول أساليب تحليل اللغة بحيث تكشف عن هذا العمل بشقيه، أي حول زيادة وعي الناس به، وزيادة قدرتهم على مقاومته وتغييره. وقد وضع الكتاب بحيث تسهل قراءته على من لا يتمتع بخبرة سابقة في هذا المجال. وبحسب المؤلف، فإن هذه الطبعة تصدر بعد نحو عقد كامل من ظهور الطبعة الأولى من كتاب «اللغة والسلطة» في العام 1989، ويؤكد أنه أضاف فصلا جديدا كضرورة ملحة، حيث إن الحياة الاجتماعية شهدت تغييرا كبيرا في العقد الماضي، أدت إلى حد ما إلى تغيير طبيعة علاقات السلطة غير المتكافئة، ومن ثم إلى تغيير برنامج الدراسة النقدية للغة. ويضيف: «الحقيقة أن علاقات السلطة على المستوى الدولي، بل والعالمي بصفة خاصة، أصبحت تشكل وتحدد ما يحدث على المستويين الوطني والمحلي إلى درجة تفوق ما كانت عليه الحال، حتى منذ 10 سنوات وحسب». وينصب تركيز الفصل العاشر -المضاف إلى الطبعة الثانية- على هذه التغييرات، وما تتضمنه من دلالات لمسألة اللغة والسلطة، وهذا يعني أننا عندما نجري بحوثا في علاقة اللغة بالسلطة في أطر وطنية أو محلية، فلا بد أن ندرك أن هذه الأطر تتعرض للتأثر بالأحداث الدولية والعلاقات القائمة على هذا المستوى، وأن هذه الأطر يمكن أن تسهم في تشكيل هذه الأحداث والعلاقات. والواقع أن التحليل النقدي للخطاب قد اجتذب اهتماما كبيرا خارج إطار علم اللغة والدراسات اللغوية، ويبدو أنه قد بدأ يؤتى ثمارا تتمثل في تشجيع الباحثين في العلوم الاجتماعية على إدراج تحليل اللغة في عملهم، ولكن الكتاب يتضمن النظر إلى التحليل النقدي للخطاب أيضا باعتباره من الموارد التي يعتمد عليها في الصراعات الاجتماعية والسياسية من أجل العدل والمساواة.;
مشاركة :