عندما يكثر أعداؤك فتيقن أنك ذو شأن عظيم؛ فلا عداء لخامل أو ضعيف. وحدهم الأقوياء من يتزايد أعداؤهم مع كل نجاح يتحقق، فالنجاح الحقيقي يصنع أعداء حقيقيين كما يشير لذلك صديقنا الضخم القصيبي غازي القلوب والعقول -رحمه الله-. يتزايد الأعداء ليتساقطوا تباعا لاحقا بفعل العجز الذي بسببه اصطنعوا العداء تلبية لنوازع أرهقها السمو فتدنت. وأغاظها الثبات فتجلت. إن من ينظر إلى هذا الوطن بكل عنفوانه ومكوناته وإيجابياته وسلبياته سيجده عظيما عظيما، فلا غرابة أن يفاجأ كل يوم بمتنكر لعطاء أو متربص وقلبه مملوء بالعداء. يستقبل صباحاته بروح بيضاء وأيد تمتد للبناء. أما شانئوه فيستقبلون ذات الصباح ولكن بلا ضياء. تسكنهم الضغينة ويملؤهم الحسد بغضا فلا ينفكون يبحثون عن القذى ليزرعوه في أحداقه وعن الأذى ليحدوا من انطلاقه. فلك الله أيها الوطن الأشم، فكم من مؤامرة تحاك وحرب تسعر وأمن يستهدف وأنت ثابت ثبات الجبال، لاتزعزك المحن ولا تزيدك إلا قوة وثباتا وتلاحما. لا أجد توصيفا لحالك إلا كسفينة تكتنفها الأمواج والرياح العاتية ولكنها تسير بثبات وأمان؛ بفضل من الله ثم بمهارة وحنكة الربان. فدمت شامخا.. سيزداد شموخك عندما يعي جميع أبنائك سر هذا الشموخ! نبضة مواطنة: قدر هذا الوطن أن يولد كبيرا وسيبقى كبيرا بإذن الله!