قضى العم الستيني عثمان أحمد نصف عمره بين أمواج البحر باحثا عن رزقه بين تلك الأمواج التي قست عليه في كثير من الأوقات، وبعد أن خطت السنون تجاعيدها على وجهه، أصبح يروي حكاياته ومغامراته لزائريه وذلك من خلال مشاركته بمهرجان الجنادرية الـ29 ممثلا جزيرته فرسان ومهنة أهالي الجزيرة. العم عثمان لديه من الأبناء خمسة، ينفق عليهم مما يجود به البحر، حين يزاول مهنة الصيد في الجزيرة، ودائما ما يردد البحار العتيق العديد من القصائد والكسرات الغنائية الفرسانية التي يتميز بها البحارة الفرسانيون، موضحا بأنه تعرض للعديد من المغامرات التي كادت أن تودي بحياته ولكن لطف الله وعنايته ينجيانه من تلك المخاطر. وبرع في استخراج اللؤلؤ الذي اشتهر به سكان الجزيرة بالإضافة إلى استخراج العديد من الأصداف والقواقع الجمالية التي تستعمل في تزيين المنازل الفرسانية، مبينا أن تلك الأصداف لها العديد من الأسماء والأنواع والاستخدامات ولكن جميعها تجفف تحت أشعة الشمس ثم تستخدم في العديد من المجسمات أو المناظر المنزلية، كما أن هناك نوعا يسمى بالبطاح وهو صدف صغير الحجم يستخدم في فناء المنازل بالإضافة إلى استخراج الرخام الذي يعد أيضا من المناظر الجمالية بالإضافة إلى الظفر الذي تستخدمه العروس الجازانية في ليلة زفافها. ويقول العم عثمان إنه زاول المهنة في بداية مشواره البحري غوصا وكان ذلك من أجل إخراج القواقع والمحار ثم اتجه بعد الغوص إلى الصيد قائلا «قضيت بين أمواج البحر أكثر من 40 عاما». وعن مشاركته أوضح أنه يخدم زوار المهرجان بتعريفهم بطرق الصيد القديمة في فرسان، حيث يجلس متوسطا البيت الفرساني ومن حوله شباك الصيد ويردد الأهازيج الفرسانية ممارسا طريقة الصيد وكأنه بين أمواج البحر بالإضافة إلى تقديم شرح مبسط للزوار عن اللؤلؤ والأصداف والمجسمات الصدفية التي نظمها بيده.
مشاركة :