تفرَّغ الحجاج اليوم لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة على صعيد عرفات الله الطاهر، ونحن على أعتاب موسم ناجح، ليؤدوا الركن الأعظم من أعمال الحج، قصة أتقنها السعوديون واحترفوا فصولها بامتياز وكفاءة عالية (لإدارة الحشود) بكل التزام ومسؤولية وإتقان تجاه هذا الشرف العظيم . فالصور الرائعة التي تنقلها عدسات الكاميرات، وتظهر اليد الحانية للجندي السعودي وهو يساعد ويرشد وينظّم استشعاراً بعظم المسؤولية والأمانة المُلقاة على عاتقه، تفوق الوصف وتثير الدهشة، فلا يُمكن رؤيتها في مكان آخر، لأن شرف وقدسية الزمان والمكان والخدمة (قصة أخرى) حبا الله بها جنود هذا الوطن وخصّهم بها، كيف لا؟ ومشهد (الأصبع الشجاع) على الزناد لذلك الجندي الذي يحمي حدودنا على الجبهة بكل جسارة، يُقابله (أصبع طاهر) لجندي آخر يُهلِّل، ويُكبر، ويُرشد كل تائه، وسائل، فما أعظمكِ من بلاد، وما أشرفكَ من جندي تحرس وتسهر على خدمة ضيوف الرحمن، وحماية أمنهم وأمانهم . لا يُمكن المُزايدة على ما تقدّمة المملكة العربية السعودية من غالٍ ونفيس من أجل رعاية وحماية المشاعر المُقدسة والحرمين الشريفين وقاصديها من الحجاج والمعتمرين، وهي التي جندت كل طاقاتها الأمنية والصحية والخدمية ليخرج هذا التجمع الإسلامي العالمي بأبهى صوره وأروعها، دون الالتفات إلى ما ينعق به الناعقون، وما تلوكه ألسن الظلام والظلال، في محاولاتهم البائسة للنيل من قدرة هذه البلاد العظيمة في رعاية المقدسات الإسلامية وحمايتها، والتقليل من الجهود المبذولة، وهو ما يتنافى مع ما يشهد به عباد الله المُخلصين الذين قدموا من كل أصقاع الدنيا، ليعيشوا اللحظة الإيمانية في المشاعر المقدسة بكل تفاصيلها . ما أجمل أن يتخلَّى الحاج في هذا اليوم العظيم عن زخرف الدنيا وبريقها، ليتحلّى في لحظة (صفاء وبياض) تشبه لون ملابس إحرامه بالأخلاق الإسلامية السمحة التي دعا لها الدين الصحيح، حيث المحبة الصادقة، والأخوة، والتعاضد، والتكاتف، ونبذ التطرف والعنف والضغينة، وتوحيد الكلمة والخطاب لله عزّ وجلَّ طمعاً في العفو والغفران والقبول، محفوفون برعاية الله، ثم بيقظة عيون جنود الله المُخلصة في المشاعر المقدسة.. ليُخيِّب الله أحلام وأطماع المُرجفين والحاقدين؟! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :