قام فريق من جراحي الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق برئاسة الدكتور حبيب ميرزا استشاري أنف وأذن وحنجرة والرأس والعنق وكل من الدكتور علي القاسم والدكتورة نسرين ممتاز بإجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة تكتل فطري في الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة تكللت بالنجاح التام واسترجاع للنظر المفقود في العين اليمنى والحفاظ على النظر في العين اليسرى من التضرر. وكانت المريضة قد زارت مستشفى السلمانية الطبي بعد فقدانها للنظر في العين اليمنى مدة يومين. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة من أشعة مقطعية وغيرها، تبين أن هنالك تكتلا فطريا في الجيوب الأنفية أدى إلى حدوث ضغط على عصب العين وتآكل في قاع الجمجمة، ونتيجة لذلك قام الفريق الجراحي المذكور أعلاه بإجراء عملية جراحية دقيقة باستخدام المنظار الطبي المتقدم لإزالة التكتل الفطري تكللت بالنجاح التام واسترجاع لما فقدته المريضة من نظر. ويقول الدكتور حبيب ميرزا استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق وجراحة تجميل الوجه والأنف، رئيس دائرة الأنف والأذن والحنجرة بالنيابة: إن أنواع الفطريات عديدة، أهمها:الفطريات التي تسبب الالتهابات الحادة المدمرة للعين والدماغ، وهذه عادة تؤدي إلى الوفاة في زمن قصير، وتصاحب أمراض نقص المناعة والأورام الخبيثة تحت العلاج الإشعاعي والكيميائي. الفطريات الغازية، شديدة الخطورة وتصيب مرضى السكري بالذات، وتكون الإصابة على مدى طويل قد يصل سنين وقد تؤدي إلى الإصابة بالعمى والشلل والإعاقات المزمنة، وإذا لم يتم العلاج الصحيح قد تؤدي إلى الوفاة.الفطريات التحسسية، وهي الأكثر شيوعا وتصيب فئة كبيرة من المرضى الذين يعانون من أمراض الحساسية الأنفية والالتهابات المزمنة في الأنف والجيوب الأنفية ويخضعون للعلاج الطويل بالمضادات الحيوية وأدوية الكورتيزون ومضادات الحساسية. وتكون الأعراض عبارة عن انسداد مزمن بالأنف مع إفرازات وشعور بالألم والوهن والضغط في منطقة الوجه وحول الأنف وصداع وفقدان حاسة الشم أو ضعفها مع ارتفاع بسيط ومتكرر في الحرارة، وأحيانا ألم في الأذن والتهابات صدرية مع كحة وألم في الأسنان، وقد تخرج من الأنف أحيانا بعض القطع البنية الداكنة مع سائل مطاطي غليظ. ونحن ننصح المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض أو بعضها مراجعتنا للتشخيص الدقيق والعلاج اللازم. وأضاف الدكتور حبيب ميرزا أن علاج مرض فطريات الأنف والجيوب الأنفية يعتمد على نوع الفطر، فالأنواع الغازية شديدة الخطورة يلزمها علاج جراحي فوري، ثم علاج مكثف بمضادات الفطريات عن طريق الوريد مدة طويلة قد تصل إلى أربعة أسابيع وبعد ذلك يتم إعطاء الدواء عن طريق الفم مدة شهور مع المتابعة الدقيقة المنتظمة وعمل الأشعات المقطعية والمغناطيسية للأنف والدماغ. أما مرض فطريات الأنف والجيوب الأنفية التحسسية فيلزمه علاج بالمضادات والكورتيزون والعلاج الجراحي بالمنظار لاستئصال جميع اللحميات والفطريات، وبعد ذلك نستكمل العلاج بمضادات الحساسية وبخاخات الكورتيزون والمضادات ويلزم المريض الحضور إلى العيادة بانتظام لتنظيف الأنف وإزالة كل القشور والترسبات حتى نتأكد من وصول العلاج بمضادات الفطريات الموضعي بشكل غسول إلى كل الجيوب الأنفية. وقد وُجد في عدة دراسات علمية أن الطريقة الوحيدة لمنع رجوع المرض، هي الانتظام في العلاج ومراجعة العيادة وإبقاء الأنف نظيفا خاليا من اللحميات والالتصاقات.
مشاركة :