لا ينسى العرب، والعراقيون خاصةً، لحظة تنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس الراحل صدام حسين، في فجر يوم 30 ديسمبر 2006، والموافق لأول أيام عيد الأضحى المبارك حينها. ورغم اعتبار الكثيرون أن صدام يستحق هذه النهاية، إلا أن توقيت تنفيذ الحكم أثار علامات الاستفهام، معتبرين أن الولايات المتحدة الأمريكية «ضحت به»، وهو المشهد الذي غطى على احتفالات عيد الأضحى في ذلك التوقيت. وفي هذه الفترة لجأت دولٌ عربية إلى إعلان حالة الحداد العام، وأداء صلاة الغائب على روح صدام في بعض المساجد، وعلى رأسهم ليبيا واليمن. ولم يعلم الأمريكيون، حينها، أن الحال قد يتغير بعد مرور ما يقرب 10 سنوات فقط من إعدام صدام، ويتزامن احتفال المسلمون بوقفة يوم عرفة مع الذكرى رقم 15 لأحداث 11 سبتمبر، لتنطبق مقولة «يوم لك ويوم عليك». وفي الوقت الذي يقف فيه المسلمون على جبل عرفة، وشراء آخرون لأضحية العيد، وسط أجواءٍ تغمرها السعادة، سيقضي الأمريكيون اليوم في تأبين ضحايا هجمات سبتمبر. واعتاد الأمريكيون خلال السنوات الماضية على تأبين ضحاياهم، من خلال توجه ذويهم إلى موقع الحادث، المسمى بـ«جراند زيرو»، والوقوف دقيقة حدادا في الأوقات التي تم فيها اختطاف الطائرات الأربعة، والتي تم بهم تنفيذ الهجمات، كما تُتلى أسماء المتوفين بصوت عالٍ في منهاتن بولاية نيويورك. أما الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اعتاد الوقوف حدادًا في حديقة البيت الأبيض برفقة زوجته، مع العلم أنه توجه إلى «جراند زيرو» في عام 2011.
مشاركة :