رغم ما يلاقيه الزائر من تعب خلال الصعود إليه، إلاّ أنه ما إن تطأ قدمه قمته حتى يتنسم عبير الروحانيات التي تسمو به على كل المتاعب، وتحلق به في أجواء إيمانية مرتبطة وجدانيا بتاريخ الوحي وتعبد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 14 قرنا خلت، إنه جبل النور مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية. في شمال شرق المسجد الحرام وعلى بعد أربعة كيلو مترات يقع جبل النور الذي يشهد كثافة عالية خلال هذه الفترة من الحجاج كونه أحد المناطق التاريخية التي يرتادها الحجاج بشكل كبير. وسمي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه, ويبلغ ارتفاعه 642 مترا، وينحدر انحدارا شديدا من 380 مترا حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته خمسة كيلو مترات و250 مترا مربعا، وتشبه قمته سنام الجمل. يشهد الجبل كثافة في الزيارة خلال هذه الأيام. «رويترز» ويوجد في هذا الجبل غار حراء وهو واحد من أهم الأماكن في تاريخ الإسلام وسيرة نبيه حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيدا عن أهل مكة, وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وفيه نزلت أول آية من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ). والغار عبارة عن فجوة في أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع الذراع، والداخل لغار حراء يكون متجها نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذي لا يتسع إلا لأربعة أو خمسة أشخاص فقط، و يُمكن لمن يقف على رأس جبل النور أن يُشاهد مدينة مكة المُكرمة وأبنيتها.
مشاركة :