مهبط الوحي ومهد الهداية

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محمود الجاف دعوا الماضي وابدأوا من التاريخ المُعاصر ودققوا في الجَرائم التي ارتكبها الصليبيون والصهاينة والمجوس وسترون العجب . فالأرقام اكبر من أن تحتويها العقول واخطر وأكثر غرابة وخيالا من قصص ألف ليلة وليلة . أنهم مُتفقون علينا فالماضي والحاضر والأهداف والعدو واحد . ولكن أسمعت لو ناديت حيا . كان عليكم أن تدافعوا عن مهبط الوحي ومدينة الهداية . بدل أن تصطفوا مع الأعداء ولاتصدقوا إن أمريكا ستنقذكُم من مخالب المجوس وتُشتت شمل النظام الذي عبدَ لها الطريق وسلمها الوطن العربي أرضا وماءا وثروات وشعوب على طبق من ذهب . من منا مُستعدٌ للتضحية بمن يُحقق له أحلامه ؟ بدأنا بالعراق وتسابقنا جميعا ونحن نحمل فؤوس الغدر من اجل هدم الساتر الذي يُغطي جسد العروبة ويحميها من الاغتصاب ويستر عوراتها . ساهمنا في تحطيمه وعرينا أخواتنا حتى سالت دمائهُنَّ على مذبح الديمقراطية ومظلومية الشياطين وخرافات وخيال المجوس الذين صدقوا الأوهام ورموا المُسلمات إلى طوفان من الذئاب البشرية يعتليهِنَ هذا وذاك وكأنهُنَّ دمى لاصاحب لها . وباسم دينهم ومن اجله ... ضربوا ألف عصفور بحجر . مزقوا القيم بهؤلاء الرمم الذي جيء بهم من مزابل البؤس وجُحور العاهرات التي نخرتها سيول الفساد والإفساد والظلال والإظلال . دعوا عنكم الحكام وحافظوا على آخر معاقلكُم ولا تحاولوا تسليم بيت الله وقبر رسوله صلى الله عليه وسلم فأحفاد أبو رغال وابن سبأ مازالوا على قيد الحياة وإلا ما كانت نزلت سورة ( الفيل ) نرتلها حتى يوم القيامة . أنا لا ابرر قتل الناس . ولكن ملايين المفقودين في العالمين العربي والإسلامي لم يذكرهم احد . هل نسيتم غوانتيناموا ومُعتقل أبو غريب والبوسنة والهرسك وأفغانستان والاحواز . هل سألتم أنفسكم لم كل الدنيا تصرخ باسم جمال خاشقجي ؟ وكأنه كوكب الشرق الأسود ومفتاح الخطأ والخطيئة . الحرب ضد ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) افهموها قبل فوات الأوان . ومن يجد في نفسه بعض الخوف فليسلمها لمن يعطيها حقها ففي الأمة رجال يقبلون على الموت في سبيل الله كما تعشقون الحياة . إن أصحاب الفيل : هُم كُل مَن كَفَرَ بِالله واتبعَ هَواهُ وجَعلَ مِن نفسهِ وأتباعهِ جُنوداً لِلشَياطين . يُريدونَ نشر قانون الغاب ومَنع تَنفيذ العَدالة الإلهية . جَزائهُم كان حِجارة مِن سِجيل دَمَرَت أولهُم ونهاية أخرهُم أشد إن شاءَ الله . صَوّرَت لهم شياطينهم إن حُرمات الله أمرُها يَسير وبيتهُ سَهل التَدمير . في التأريخ الَكثير مثل أبرهة وأحداثهُ تَدور . لقد خلق الله المخلوقات وفَضَّلَ بعضها واختار منها ما شاء فقد قَالَ تَعَالَى ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون ﴾ القصص . ومن الأماكن التي فَضَّلَهَا مكة . البلد الأمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة الذي أقسم به فقال ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد ﴾ البلد . وهو أول بيت وضع للناس . قَالَ تَعَالَى ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين ﴾ آل عمران .. وروى البخاري ومسلم مِن حَدِيثِ أَبِي شُرَيْحٍ رضي اللهُ عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا : إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ وَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ . وروى الإمام أحمد في مسنده : أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ وهي قبلة أهل الأرض . قَالَ تَعَالَى ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ البقرة . اختارها الله لمناسك الحج فقد جاء في الصحيحين مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ . وأضافها إلى نفسه فقال ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾ الحج . قال الشاعر : لَا يَرجِعُ الطَّرفُ عَنهَا حِينَ يَنظُرُهَا حَتَّى يَعُودَ إِلَيهَا الطَّرفُ مُشْتَاقًا هي والمدينة بلدتا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فالأولى : مولدُه وخَلْقُه ونشأته والثانية مهاجَره ومضجعه صلى الله عليه وسلم ومهوى أفئدة المُؤمنين على مر العصور . دعا لها إبراهيم عليه السلام وأكرمها الله بدعاء رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبعض أجزائها من الجنة . عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حَوضي ) وفي مكة : الحجر الأسود والمقام . فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نزل الحجرُ الأسودُ من الجنةِ وهو أشدُّ بياضاً من اللبَن ولكن سوَّدَته خطايا بني آدم) وماء زمزم شفاء وعن جابر بن عبدا لله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات في أحد الحرمين بُعث آمناً يوم القيامة) فلا تحزنوا فان الله لن يضيعنا ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (إنها قالت يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) تتبعوا تاريخ الاعتداءات على المسلمين والعرب والسعودية تحديدا لتعرفوا من الظالم والمظلوم . عن أبي عبد السلام عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) فقال قائل : ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال ( بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ) فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال ( حب الدنيا وكراهية الموت ) وهذا زمان الوهن ولكن لاتفرحوا فقد وعدنا ربنا بالنصر والله لايخلف الميعاد ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بعدَه وإذا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بعدَه والذى نفسى بيدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فى سبيل الله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) وأخيرا يا أيها الملك الأنيق : افعل كما فعل الصدِّيق . حين أمر بتحرير العراق العريق . حيث جعل الأمة تفيق . وسلم زمام الأمور إلى خير رفيق . ومعه المثنى الذي قاد العدى إلى واد سحيق . حتى أصبحوا بين قتيل أو جريح وغريق . فأهله اعلم بالعدو وبالطريق . ومتى يتسع الوادي وأين يضيق . فالنصر والبطولة بهم تليق ...

مشاركة :