عناصر الدراما الناجحة

  • 9/12/2016
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

جَمَعت الدورة الأخيرة من مهرجان أدنبره العالمي للتلفزيون (عقد من 24 إلى 26 من آب - أغسطس)، مجموعة من أبرز صانعي مسلسلات الدراما في العالم الغربي اليوم. فالمهرجان الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى منصة مُهمة لإطلاق مسلسلات جديدة أو حلقات من مواسم جديدة لمسلسلات مكرسة، يوفر أيضاً وعبر حلقات نقاشه وندواته إطلالة على مختبر التلفزيون في الولايات المتحدة وأوروبا، وعلى جديد الظواهر التلفزيونية وحال السوق، والعلاقة بين التلفزيون والجمهور، والدور المتصاعد للتكنولوجيا الحديثة التي كرست تقسيم سوق التلفزيون بين القنوات التلفزيونية التقليدية وشركات تجهيز المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت. واحتلت الدراما حصة كبيرة من المهرجان، سواء على صعيد العروض الجماهيرية التي نظمها وأقبل عليها جمهور كبير، أو عبر حلقات النقاش، ذلك أن الدراما ما زالت شديدة الأهمية للقنوات التلفزيونية، وهي التي تؤسس وإلى حدود كبيرة هوية هذه القنوات، وتميزها عن غيرها في عصر التنافس المُحتدم الذي نعيشه. ويبدو أن الجميع اتفق على الصعوبات التي يواجهها أي مسلسل جديد، فهناك تقريباً 200 مسلسل تعرض كل عام في الولايات المتحدة وحدها، ولا ينجح من هذا العدد الضخم إلا مجموعة قليلة جداً من عبور حاجز الموسم الأول. هذا مع التشديد إن إنتاج موسم ثان لا يعني دائماً نجاحات كبيرة، بمقدار ما يشير إلى إيمان القناة بالمسلسل ورغبتها منحه فرصة أخرى حتى يصل إلى الجمهور. وكجزء من خططها لتحقيق النجاحات على صعيد الدراما، تحاول القنوات الأميركية العملاقة توسيع آفاقها، ففتحت مثلاً مكاتب لها في أوروبا، وبالتحديد في المملكة المتحدة والتي تملك تقاليد طويلة في الصناعة التلفزيونية. كما وجدت قنوات أن نموذج المشاهدة حسب الطلب والذي توفره شركات مثل «نتفليكس» و»أمازون»، يمنح الدراما فرصة للتواجد والوصول إلى جمهور واسع، إذ يمكن عن طريق هذه الخدمات مشاهدة ما فات من المسلسلات في أي وقت يشاء المشاهد وعلى عكس العرض التلفزيوني الواحد، والذي من أخطاره توقف الجمهور عن المتابعة إذا فاتته حلقة أو اثنتين. إضافة إلى العناصر الأخرى، تجتهد القنوات التلفزيونية للحصول على أفكار أصيلة مبتكرة، تميزها عن الإنتاج السائد، والذي أصبح من الصعب كثيراً التميز فيه على عكس ما كان يحدث في الماضي. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالنجاحات التلفزيونية للدراما، من الظواهر التي يتم مناقشتها في مؤتمرات التلفزيون، إذ لا يمكن إنكار دور هذه المواقع، ودورها في الترويج للدراما، حيث أصبح من الصعب مثلاً إطلاق مسلسل في أميركا من دون أن تكون هناك خطط لتوفيره في الوقت ذاته لمشاهدين من حول العالم، للاستفادة من شعبيته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبح لا يستغنى عنها في الخطط الدعائية للقنوات التلفزيونية.

مشاركة :