العنوان الطويل لهذا المقال احترت كيف يمكن لي اختصاره حتى يكون مقبولا عند كل الأطراف (المعارضة) على سلوك معلم التربية الرياضية علي القحطاني الذي ردد أهزوجة اشتهر بها المدرج النصراوي (متصدر لاتكلمني) وكذلك عند (المؤيدة) له على اعتبار أن دعاة الفضيلة المطالبين بمعاقبة هذا المعلم تراهم من خلال أطروحاتهم يعتبرون ما تم عرضه في مقطع الفيديو هو بمثابة (جريمة) في حق المعلم وطلابه تدعو إلى (التعصب) بينما يرى الطرف الآخر أن هؤلاء المثاليين الذين يدّعون الفضيلة هم (نموذج) حقيقي لمعنى التعصب الأعمى وهذا ما جعلني في موقف (الحيران) وأحسب أن مثلي وغيري كثيرون جدا (تاهوا) مع من يكونون؟ فكل طرف يتحدث بقناعاته وله رؤية خاصة تجاه حالة قابلة بأن تؤخذ بكلا (التفسيرين). ـ أنا هنا لن أدعي (الحياد) إنما قدر استطاعتي سوف أمسك (العصا) من النص وأقول إن كلا الطرفين على حق وإن كان الطرف المحتج الرافض بشدة لتصرف المعلم لن يقبل بموقفي هذا مطالبا بأن يكون لي رأي صريح يا (أبيض يا أسود) أما اللون الرمادي فلا مكان له في قضية تربوية تمس فكر معلم يؤثرعلى أخلاقيات وسلوك الطلاب في مدارسنا إن اعتبرنا ما أقدم عليه (صحيحا) ولا يلام عليه، هذا الرأي المعارض لو أردنا تحليله فهو من ناحية (المنطق) أنظر إليه ويتفق معي آخرون بأنه كلام حلو (وزي العسل)، ذلك أنه في مضمونه حرصا للمحافظة على هيبة ومكانة (المعلم) الذي ينبغي عليه ممارسة دوره التربوي دون أن يسمح لنفسه بالانخراط في انفعالات مدرج جماهير الكرة وكأنه ينثر وينشر (التعصب) دون مراعاة لمشاعر طلاب آخرين متواجدين لهم ميولات أخرى ولابد من تقدير مشاعرهم وهو منطق إن أحسن الظن في أصحابه بأنهم يمثلون فكراً لا تقوده انتماءات الأندية إنما المصلحة العامة فأجدني منحازا إلى مدرسة (قديمة) ممتدة من أصول لها علاقة بعادات وتقاليد مجتمع لا تريده أن ينساها ويتجاهلها ومبادئ يدعون إلى ترسيخها في هذا العصر مع جيل هو من المفروض أن يكون امتدادا للأجيال السابقة. ـ في نفس الوقت لن أقبل أن أكون (منفصلا) انفصالا كلياً عن (متغيرات) حدثت في مجتمع لا يريد العودة إلى الوراء والتعبير عن عقليات تمثل مرحلة مختلفة من الصعب ومن الخطأ جدا (المقارنة) بينها وبين هذه المرحلة وأكبر دليل على ذلك ردة الفعل التي صدرت من المعلم نفسه تجاه الطالب الذي قام بتسريب الشريط فلو عدنا للزمن الماضي فلن يمر التصرف (الأحمق) الذي ينشر الفتنة مرور الكرام على مستوى الحق الشخصي ثم الحق العام فلن يتم العفو عنه وإن دخلت (واسطات) من أقارب الابن والمعلم فسوف يتم الصلح بحق ومحقوق وعلوم قبائل. ـ هذا هو(الفرق) بين مرحلتين وأجيال متعاقبة قدمه لنا معلم يعيش عصره مؤمناً أن علاقة الأستاذ بتلميذه اختلفت جذرياً وفق جوانب اهتمت بعلم (النفس) وسلوكيات ألغت كثيرا من (الحواجز) التي أصبحت في العصر الحديث هي نوع من أنواع العقد النفسية التي ساهمت ولعبت دورا سلبياً بالتأثير على (شخصية) الطفل في البيت والمدرسة، فالطالب الذي كان (يهرب) خوفاً من مشاهدة معلمه له وهو يلعب في الشارع أصبح اليوم صديقه وقريباً منه يتحاور معه ولا يمانع أحدهما في إيصال الثاني بسيارته إلى بيته واللقاء معه بعد نهاية الدوام المدرسي في مناسبة أو في تمرين أو لقاء كروي. ـ أمام هذه الحقيقة المعبرة عن علاقة المعلم على مختلف (المقررات) لكافة التخصصات (الدين والعربي الخ) مع تلميذه بما فيهم مدير المدرسة تضعنا أمام حقيقة أخرى تخص معلم التربية الرياضية الذي من المسلم به أنه بات أكثر قبولاً واندماجاً مع تلاميذه يشاركهم الحوار و(المزح) معلناً عن انتمائه الكروي (مداعباً) لمن يخالفونه الميول حتى الموافقين له بكلمات وآراء متداولة في المجتمع الرياضي ولايجدون منه أي خوف لو جاء أحدهم مع الصباح الباكر وناداه مصبحاً (كيفك يا مهزوم). ـ خلاصة القول إن تنازل هذا المعلم عن حقه تجاه طالب سرب الشريط وأساء إليه ما هو إلا لإداركه بنوايا جيل (تشافى) من تلك العقد، ثم إن الترويج لهزوجة أصبحت حديث المجتمع ومتداولة ليس فيها أي إساءة لـ(الذوق العام) وإن كان هناك من يرفض ويعترض فلماذا لا نقول إنه (متعصب) هو الآخر في الوقت الذي استطاع معلم التربية الرياضية أن يوجد بين طلابه مناخاً صحياً لأجواء تدعم سلوكيات وأخلاق (الروح الرياضية) ليه لا؟ بعيدا عن (ازدواجية) جيل متقوقع بين مثالية ينشدها وتعصب يتبرأ منه.
مشاركة :