غرور المذيعين

  • 2/19/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما تنتشر موضات بين الشباب كبنطلون «طيحني» وقصص شعر «القزع» وغيرها، تنتشر موضات بين ما يمكن أن يطلق عليهم مجازاً «المشاهير»، ومنهم المذيعون. انتشرت بينهم هذه الأيام موضة المذيع «أبو عين حمرا»، الذي يريد أن يظهر بمظهر قوي الشخصية فيسيء إلى ضيوفه، ويطرد هذا ويسكت ذاك، ويستهزئ بمن يجلبه حظه العاثر واحترام القناة إلى برنامجه، فيستغله ليظهر بمظهر الذي لا يبالي بأحد، فرِحاً بردود الفعل التي تكون مثلاً في المجال الرياضي من جماهيرٍ يرون في الضيف خصماً لهم لا صاحب رأي، فيصفقون للمذيع ويزيدونه استهتاراً وما يلبث أن يتمادى مع الكل بهذه التصرفات، ويمارسها في «تويتر» ضد كل من يخالفه الرأي حتى لو لم يخطئ عليه باللفظ. وغالب جماهير هؤلاء المذيعين من ضحايا ثقافةٍ تتساهل مع سوء الخلق، بعد أن مرت عليهم نماذج من معلمين يشتمون تلاميذهم، وموظفين يسخرون بمراجعين، وآباء وأمهات يعنفون أبناءهم، لذلك يتساهلون مع هذه التصرفات ويخطئون مثل قدواتهم المذيعين في التفريق بين الجرأة والوقاحة. وهذه النوعية من المذيعين لم تصبح أغلبية حتى الآن، لكن الهالة التي تحيطهم جراء ما يختلقونه من صدامات وإثارة غير مسؤولة، قد تدفع آخرين للتضحية بالمهنية وعقلانية الطرح من أجل الحصول على الشهرة التي وصل إليها هؤلاء بصاروخ قلة الأدب.

مشاركة :