تعرّف على حكاية المثل الشعبي الشهير "ما أحد يعطي شفرته يوم العيد"

  • 9/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نسمع كثيرًا بالمثل الشعبي الشهير الذي يقول "ما أحد يعطي شفرته يوم العيد"، ويضرب عند طلب الشيء من شخص وهو أحوج ما يكون إليه.   ويعود ضرب هذا المثل لجيل الأجداد قبل وجود المسالخ المتخصصة في الذبح والسلخ، حيث كانوا هم من يتولون ذبح أضحيتهم بأنفسهم بحضور العائلة، وبمساعدة الجميع، حيث يشارك الجميع في ذبح الأضحية في جو جميل يفتقر إليه الجيل  الحالي، وكان أول عمل يقوم به رب المنزل هو حد السكين، قبل يوم العيد ليريح ذبيحته ولا يستطيع إعارة سكينه إلا بعد أن ينتهي من ذبح أضحيته.   وأخذ الناس يضربون المثل: ما أحد يعطي شفرته يوم العيد عند حدوث مناسبة مشابهة لحاجة الشخص للسكين يوم عيد الأضحى.   وتلاشت تلك العادة الجميلة مع سكن الناس وسط المدن المكتظة بالسكان وعدم توفر الأماكن للذبح والسلخ وعدم معرفة الكثير من الجيل الحالي للذبح والسلخ  فيحرص رب المنزل على حجز رقم عند الجزار ليتولى هو الذبح ويكتفي بالمشاهده والأكل فقط ويدفع مبالغ عالية جدا.   يقول أحد الآباء إنه يستغرب من البعض الذين ينتظر ساعات حتى يأتي دور ذبيحته بينما كان بإمكانه أن يوفر وقتاً كبيرًا فيما لو تولى هو ذبح أضحيته، بحضور عائلته اتباعًا للسنة وتعليماً لأبنائه.   وفي المقابل لا يزال الكثير من أبناء القرى والبادية يتولون ذبح أضاخيهم بأيديهم بالقرب من المنزل، كما كان يفعل الآباء والأجداد الذين كانت الأضحية أو الذبيحة تدل على صفات من قام بذبحها من حيث الطعم والنظافة والوقت المستغرق، فكلما كان الوقت قليلاً والذبيحة نظيفة  وأجزاؤها كاملة لم تتعرض للنقص أو الشويه كانت دليلاً على مهارة  ذلك  الرجل الذي قام بذبحها، ويلاحظون ذلك في طعمها وطراتها ولون لحمها.   وكانوا يعرفون من استخدم الماء لتنظيفها أثناء الذبح أم لا، حيث يحرص الكثير على عدم تعريض اللحم للماء أثناء وبعد الطبخ لأن ذلك يفقد الذبيحة طراتها.   ومن العادات القديمة أيضا يوم عيد الأضحى أن  بعض الأشخاص سابقاً يقوم بذبح أكثر من أضخية بالإنابة للحجاج والمغتربين عن أسرهم من أبناء قريته أو الحي في دليل على الترابط الاجتماعي للأسر سابقاً، قبل أن يستغني الكثير عن مجتمعه بالخدمات المتوفرة حاليًا.

مشاركة :