يبدو أن ما يطلق على ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه «رجل يسابق الريح»، يتجسد خلال زيارته المكوكية صباح أمس للجنود المرابطين على الحد الجنوبي في منطقة جازان، ليعايد على جنوده البواسل، فيما أقلعت طائرة الأمير التي لم تعرف السكون إلى المشاعر المقدسة بعد «معايدة الجنود» مباشرة، ليتقدم المسؤولين في حفلة المعايدة الملكية في قصر منى بجانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف. الأمير الشاب المفعم بـ«الحيوية» كما يسميه دبلوماسيون غربيون، عرف بجولاته المكوكية، حتى أطلق مراقبون على الدبلوماسية السعودية بـ«النشطة»، ولم يستغرب السعوديون عندما شاهدوا الأمير محمد بجانب الملك وولي العهد، بعد أن بثت وكالة الأنباء السعودية (واس) صوره في أقصى نقطة من جنوب البلاد قبلها بساعات قليلة. وتعود تحركات الأمير النشطة بأذهان السعوديين إلى جولته الآسيوية التي استغرقت تسعة أيام، فازدحمت ساعات عمل الأمير بلقاءات مع قادة وحلفاء، حتى أن «ديناميكيته» آتت أكلها بلقاء 15 زعيماً في المدينة الوادعة هانغتشو الصينية. ومنذ أن تسنم الأمير القوي ولاية ولاية العهد، عمد إلى حلحلة ملفات عالقة في فترات قياسية، إذ استطاع أن يقدم باكورة إصلاحات اقتصادية ويرفع من سقف «الحلم السعودي» ليعلن عمل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه عن رؤية بلاده عبر برنامج التحول الوطني 2020 وخلال الـ 15 عاماً القادمة تحت الخط العريض «رؤية المملكة 2030».