صادرات الوقود الصينية تزيد «أوجاع» السوق النفطية

  • 9/13/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد مصافي النفط الحكومية في الصين لتصدير مزيد من الديزل والبنزين في الأشهر المقبلة، في الوقت الذي تنتشر فيه حالة من القلق في السوق العالمية المتشبعة بالفعل؛ بسبب التوقعات القاتمة للفترة التي جرت العادة على أن تكون الأفضل في جانب الاستهلاك. وحتى في الوقت الذي يلوح فيه الطلب على التدفئة في الأفق، ومع توقعات بازدحام الطرق بالمسافرين برا لقضاء عطلة تستمر أسبوعا في تشرين الأول (أكتوبر) قال أكثر من 12 من شركات التكرير والمحللين والتجار في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم: إن الربع الأخير سيكون محكوما بتخمة في المعروض وتباطؤ الاستهلاك المحلي. ووفقا لـ "رويترز"، فقد أدى تباطؤ الطلب هذا العام وارتفاع الإنتاج من المصافي الصغيرة المستقلة في الصين إلى تضخم المخزونات المحلية وتشجع شركات النفط الحكومية على بيع المنتجات النفطية المكررة بالخارج. وفي تموز (يوليو) بلغت هذه الشحنات رقما قياسيا لتصبح الصين مصدرا صافيا للوقود للمرة الأولي في ثلاث سنوات على الأقل، ويقول محللون من "تسيبوه لونغ تشونغ"، و"سابلايم تشاينا إنفورميشن جروب" إن الطلب المجمع على الديزل والبنزين سيهبط في الربع الأخير للمرة الأولى على أساس سنوي منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2009. وأفادت مصادر في أربع مصافي -مملوكة لسينوبك وبتروتشاينا وشركة الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك) تصنف ضمن أكبر عشر مصافي في الصين- بأن التوقعات لا تترك لهم سوى القليل من الخيارات غير مزيد من التوسع في الأسواق الخارجية. وتوضح مصفاة داليان -أكبر مصافي بتروتشاينا بقدرة إنتاجية 410 آلاف برميل يوميا- المعضلة التى تواجهها المصافي، وقال أحد كبار مديري المصفاة، بعد أن طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام إنه بدلا من الاستعداد لزيادة الطلب الموسمي في السوق المحلية تتطلع المصفاة لبيع مزيد من الإنتاج للأسواق الأجنبية في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) مع ضعف هوامش الأرباح المحلية. ومع سعيها للعثور على مشترين محليين لمنتجاتها خفضت "بتروتشاينا" بالفعل حجم الاستفادة من الطاقة الإنتاجية لمصفاة داليان إلى 80 في المائة، مقارنة بـ 85 في المائة في الشهور الأخيرة، وقال مدير المصفاة إن بدء موسم الصيد في تشرين الأول (أكتوبر) سيعزز الطلب على الديزل لكن السوق ما تزال مشبعة مع وفرة الإمدادات. وبينما تحقق المصافي الواقعة على الساحل الصيني وبالقرب من المدن الكبرى أرباحا جيدة؛ نظرا لقوة الطلب فإن هوامش أرباح المصافي الواقعة في شمال وجنوب البلاد انخفضت مع تراجع الاستهلاك وتضخم تخمة المعروض. وأوضح أحد كبار المديرين في مصفاة كنوك الرئيسة بمدينة هويتشو في إقليم جوانجدونج الجنوبي أن خفض الإنتاج سيكون ملاذنا الأخير إذا كانت الأسواق الخارجية ممتلئة ولم نستطع التصدير. وزادت المعاناة مع تراجع الطلب على الديزل والبنزين بنسبة 7 في المائة في الأشهر السبعة الأولي من 2016 مقارنة بنمو الطلب على الديزل والبنزين بنسبة 3 في المائة في 2015 و6 في المائة في 2014. ويرى محللون ومصادر بالقطاع أن الطلب في الربع الأخير- رغم التوقعات بانخفاضه مقابل العام الماضي للمرة الأولى في سبع سنوات- سيتحسن قليلا عن الربع السابق لكن ليس بما يكفي للتخلص من وفرة المعروض. لكن التهديدات بمزيد من الصادرات ستكون أمرا من الصعب تقبله من منطقة تعاني بالفعل تسريع الصين لوتيرة الشحنات، وتكثف تلك الشحنات المعركة من أجل الحصة السوقية مع المنافسين في كوريا الجنوبية واليابان، وفق ما قالته مصادر في تلك الدول، كما ستمتد تداعيات ذلك خارج آسيا.

مشاركة :