تزايد حالات الطلاق نتيجة الحرب في سورية

  • 9/13/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وافقت مها، الوالدة لطفلين، بسبب الظروف المعيشية الصعبة أن تصبح الزوجة الثانية لابن عمها بعد ستة أشهر على مقتل زوجها، مثلها مثل الكثير من النساء السوريةت اللواتي تأثرت حياتهنّ الشخصية بالحرب. ونتيجة النزاع الدامي في سورية المتواصل منذ اكثر من خمس سنوات، وما أسفر عنه من مقتل وهجرة المئات من الرجال بشكل يومي، ارتفعت نسبة تعدد الزوجات كما نسبة الطلاق، وفق أرقام رسمية. وتقول مها (31 عاماً)، وهي من سكان ضواحي دمشق توفي زوجي قبل عام ونصف العام، وبقيتُ وحيدة مع طفلي الاثنين طيلة ستة أشهر. كان الأمر في غاية الصعوبة. وتتابع لذلك قرّر ابن عمي ان يتزوّجني لأسكن مع زوجته وأطفاله في المنزل ذاته، مضيفة كان الامر صعباً في البداية خصوصا أن زوجة ابن عمي هي ايضا صديقتي، لكنها تقبلت الفكرة تدريجيا بسبب ظروفي الصعبة. ويشرح محمد، زوج مها البالغ من العمر 41 عاما، قراره قائلا أصبح عدد النساء أكثر من الرجال، وقررت أنا واربعة من اصدقائي أن نتزوج مرة ثانية من نساء فقدن أزواجهن من أجل السترة. وأسفرت الحرب في سورية عن مقتل اكثر من 290 الف شخص غالبيتهم من الرجال، ما أدى الى تفكيك المئات من العائلات وأثر على العلاقات الزوجية. وتعدد الزوجات مسموح في سورية، ولكنه كان نادرا في الماضي. أما اليوم فقد تغير الوضع، وبلغت نسبة تعدد الزوجات في العام 2015 وبحسب الزيجات المسجلة في المحاكم الشرعية التابعة لمدينة دمشق، نحو 30 في المئة مقابل خمسة في المئة فقط في العام 2010. ويقول القاضي الشرعي الاول محمود المعراوي خلال الازمة استشهد الكثير من الشباب او فقدوا وهاجروا واصبح عدد النساء اكثر من الرجال، فحل القانون والشرع المشكلة بتعدد الزوجات. وتزوجت صباح الحلبي (44 عاما) من رجل متزوج يكبرها بـ24 عاما من اجل إعالة طفليها. وقالت فقد زوجي عمله في مدينة سقبا قرب دمشق الواقعة بعد اندلاع الحرب. لم يعد يتحمل مسؤوليته تجاهنا وهجرنا، فطلبت الطلاق منه ثم تزوجت من ممدوح الذي يعمل سائقا ويبلغ 68 عاما وتعاني زوجته الاولى من مرض عضال. ويقول ابو عدنان أنه قرر الزواج من احدى المستأجرات في منزله الكبير في حارة اليهود في دمشق القديمة بسبب ظروفها المعيشية الصعبة. ويتابع الرجل البالغ من العمر 46 عاما كنت أتردد على قاطني الغرف والمستأجرين، ولاحظت مع مرور الوقت أن إحدى المستأجرات لا تتمكن من تسديد مستحقات الايجار. ويضيف وضعي المادي جيد ويسمح لي بزواج ثان، فقررت ان أتزوجها لتسكن مع عائلتي في منزلي. ويتابع انا متزوج منذ عشرين عاما ولم أرزق بأطفال، وقد وافقت زوجتي الأولى على أن أتزوج مرة أخرى لعلّ الله يرزقني بطفل قبل ان أموت. وبالتوازي مع ارتفاع نسبة تعدد الزوجات، زادت نسبة الطلاق ايضا. وقد سجلت المحكمة الشرعية في دمشق 7028 حالة طلاق في العام 2015 مقابل 5318 في العام 2010، أي بزيادة قدرها 25 في المئة. ويعود ارتفاع نسبة الطلاق الى أسباب اقتصادية وعدم امكانية تأمين مسكن مستقل، إذ تضطر العائلة لتقاسم المسكن او الانتقال للسكن مع الاهل، فضلا عن عدم قدرة الزوج على إعالة زوجته بعد الأزمة التي أفقدت الكثيرين أعمالهم. ويضاف الى ذلك، بحسب قوله، تأثير الهجرة السلبي على العائلات. ويوضح نشبت خلافات بين الزوجين بسبب رغبة أحدهما بالسفر ورفض الآخر خوفا من مخاطر السفر او عدم الرغبة بالابتعاد عن الاهل. وبحسب الامم المتحدة، دفع النزاع بـ4,9 ملايين شخص للجوء الى خارج البلاد، فيما نزح اكثر من 6,6 ملايين آخرين داخلها.

مشاركة :