استبق نظام بشار الأسد وقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة والذي بدأ تنفيذه في سورية أمس، بإغلاق معبر معضمية الشام في ريف دمشق، وهدد باقتحامها، فيما طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية بضمانات حول تطبيق اتفاق الهدنة الروسي الأميركي، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط "إن المعارضة تريد أن تعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذا الاتفاق، وما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب، وكذلك كيفية الرد على المخالفات"، مضيفا "نطلب ضمانات من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق". التزام روسيا وأكد المسلط أن رد الهيئة العليا للمفاوضات مبني على المشاورات مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر، مضيفا "نحاول أن نراجع الأمور بشكل كامل، ولا بد من رؤية الالتزام بهذا الاتفاق، ومن المهم بالنسبة للمعارضة أن نرى مدى التزام كافة الأطراف بالاتفاق، حتى الدول الموقعة له". وتساءل "هل ستلتزم روسيا؟ هل سيلتزم النظام بوقف قصفه وجرائمه؟". وكان النظام قد أغلق معبر المعضمية، وهدد باقتحام المدينة إذا استمر رفض 300 شخص بينهم 50 عائلة التسويةَ ومغادرة المدينة، كما واصلت قواته محاصرة منطقة الحولة المعزولة عن باقي مدن ريف حمص بوسط البلاد. مثير للقلق وفيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية امتناع النظام عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام "النصرة سابقا"، وصف الناطق الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات، الدكتور رياض نعسان آغا، الاتفاق بأنه مثير للقلق والشك ومخادع وفيه إجحاف، وإبادة للشعب السوري، تحت اسم محاربة جبهة النصرة، التي تقاتل ضد الأسد، للحرب نيابة عنه وإراحته. وقال آغا في تصريحات إلى "الوطن"، إن الأميركان والروس اتفقوا على ضرب مقاتلي جبهة النصرة، وطلبوا فصل القوات الموجودة في ساحات حلب وإدلب وريف دمشق عن جبهة النصرة، مبينا أن الوزيرين لم يذكرا المنظمات والحركات الإرهابية التي تقاتل بجانب الأسد من حزب الله وعصابات الحق والحشد الشيعي بقيادة قاسم سليماني، وأضاف "اتفقوا على قتال جبهة النصرة التي تقاتل ضد الأسد، وكأنها حرب نيابة عن نظام الأسد".
مشاركة :