شهدت الأسهم العالمية أمس انخفاضاً لافتاً تحت ضغط التقلبات التي تشهدها أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن الضبابية والغموض اللذين يحيطان بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيما يخص رفع أسعار الفائدة هذا الشهر أو الإبقاء عليها لمرحلة لاحقة. سجلت الأسهم الأمريكية انخفاضا أمس مع تراجع أسهم شركات الطاقة بفعل هبوط أسعار النفط، بينما تضررت الأسهم المالية مع انحسار التوقعات برفع أسعار الفائدة بالولايات المتحدة في الأمد القريب. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 101.46 نقطة أو 0.55 في المئة إلى 18223.61 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 12.53 نقطة أو 0.58 في المئة إلى 2146.51 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع 30.11 نقطة أو 0.58 في المئة إلى 5181.77 نقطة. انخفاض أوروبي وتراجعت الأسهم الأوروبية مرة أخرى إلى المنطقة السلبية مع توقع المستثمرين حول متى يمكن لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي رفع أسعار الفائدة، وسط تراجع تجدد في أسعار النفط. وفي أنحاء أوروبا، وهبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 13.86 نقطة تعادل 0.21 بالمئة إلى 6687.04 نقطة. ونزل مؤشر داكس الألماني 18.11 نقطة تعادل 0.15 بالمئة إلى 10416.10 نقطة. وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي 30.54 نقطة تعادل 0.69 بالمئة إلى 4409.26 نقطة. صعود ياباني وارتفع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية، لكن مؤشر توبكس الأوسع نطاقا أغلق مستقراً مع تراجع شهية المستثمرين بسبب قوة الين ومخاوف من احتمال اتخاذ البنك المركزي إجراءات مرتبطة بالسياسة النقدية الأسبوع المقبل. وارتفع مؤشر نيكي القياسي 0.3 بالمئة ليغلق عند 16729.04 نقطة بعدما ظل يتحرك في نطاق ضيق أثناء الجلسة. واستقر مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً دون تغير يذكر عند 1322.99 نقطة مع تداول 1.424 مليار سهم فقط على المؤشر وهو أدنى مستوى للتداول منذ 25 أغسطس/آب. كما استقر مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 أيضاً لينهي اليوم عند 11870.74 نقطة. تراجع النفط هبطت أسعار النفط أمس في أعقاب سلسلة من التوقعات القاتمة بشأن نمو الطلب تشير إلى استمرار التخمة العالمية من المخزونات الفائضة لفترة أطول كثيراً مما كان متوقعاً. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن هبوطاً حاداً في نمو الطلب العالمي على النفط بالتزامن مع ارتفاع المخزونات وزيادة الإمدادات يعني أن سوق الخام ستظل متخمة بالمعروض خلال الستة أشهر الأولى من 2017 على الأقل. وتشكل تلك الرؤية تغيراً عن تقديرات الوكالة منذ شهر حينما تنبأت بتوازن العرض والطلب بشكل كبير في الفترة المتبقية من العام الحالي وتوقعت هبوطا سريعا للمخزونات. وجاءت تقديرات الوكالة في أعقاب توقعات متشائمة غير متوقعة من منظمة أوبك أمس الأول الاثنين. وانخفض سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 2.26 بالمئة إلى 47.23 دولار للبرميل. بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.21 بالمئة إلى 45.05 دولار للبرميل. وقال يوجين فاينبرج، رئيس استراتيجية السلع الأولية لدى كومرتس بنك: يبدو أن الموقف تدهور بشدة من منظور أوبك ووكالة الطاقة الدولية أيضاً. وقال تجار إن أسعار النفط لم تتلق دعما يذكر من بيانات إيجابية عن نمو الناتج الصناعي الصيني في أغسطس/ آب حيث ظل الإقبال على جني الأرباح هو الاتجاه السائد في السوق. ونما الناتج الصناعي الصيني بأسرع وتيرة له في خمسة أشهر في أغسطس/آب مع تعافي الطلب على منتجات من بينها الفحم والسيارات بفضل ارتفاع الإنفاق الحكومي وانتعاش الائتمانات لأجل عام وقطاع العقارات. ومن المنتظر إعلان بيانات مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة (أمس) الثلاثاء واليوم الأربعاء. وتوقع استطلاع لرويترز ارتفاع المخزونات الأسبوع الماضي بعدما شهدت أكبر هبوط لها منذ عام 1999 في الأسبوع الذي سبقه.