رياح الشرق تهب على العالم، واليابان هي شرق الشرق فيه، فمنها خرج إعصار على آسيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وبين جوانبها استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي، في حدث سيظل وصمة في جبين البشرية، انتهت الحرب الثانية واليابان محمية أمريكية، مدنها محطمة، انطفأت مشاعلها، وتكاد تتحول إلى ذكرى، لكن اليابان أطلت على العالم كعملاق شرقي في غضون سنوات قليلة.هذا الكتاب 50 سؤالاً عن اليابان/ بين طيات الكيمونو وأقنعة النينجا للدكتور سمير نوح عن اليابانيين وعن ملامح الحياة في هذا البلد العريق، ويمثل الكتاب مدخلاً لمعرفة اليابان وشرق العالم، والكتاب لجامعي نشط أقام حوالي عشر سنوات في اليابان، وتداخل مع البشر والحجر، وخبر الجدية والالتزام والنظرة للعالم من الداخل، فالكتاب يعنى بجوانب مختلفة من حياة الشعب الياباني، وكان ثمرة سنوات بدأت منذ وصول المؤلف إلى مدينة طوكيو العاصمة أواخر عام 1982 واستمرت حتى يومنا هذا، حيث يقيم في كيوتو العاصمة اليابانية القديمة التي وصلها أواخر عام 2004 وقد سمحت الظروف للمؤلف بأن يتجول في مدن اليابان المختلفة، وأن يدون ملاحظاته في دفاتر متفرقة على أمل أن يجد فرصة لترتيبها في شكل مقالات يفيد منها القارئ العربي، الذي كثيراً ما تساءل عن سبل التواصل مع اليابان. جاءت المقالات الواردة في الكتاب نتيجة رؤية واقعية دون الخوض في تفاصيل معينة، وكذا البعد عن التحليل والشرح، وهي تصف تجربة عاشها المؤلف، وعبر عنها بأسلوب سهل مبسط، وقد استلزم الوقوف على المعلومات الواردة في الكتاب السفر من كيوتو حيث يقيم، إلى مدن اليابان المختلفة.
مشاركة :