وكالة الطاقة تتوقع استمرار تخمة المعروض في 2017

  • 9/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن هبوطا حادا في نمو الطلب العالمي على النفط بالتزامن مع ارتفاع المخزونات وزيادة الإمدادات، يعني أن سوق الخام ستظل متخمة بالمعروض خلال الستة أشهر الأولى من 2017 على الأقل. ووفقا لـ "رويترز"، فقد أشارت توقعات الوكالة في تقريرها الشهري إلى أن حركة العرض والطلب هذه ربما لن تتغير بشكل كبير في الأشهر المقبلة، ونتيجة لذلك فإن العرض سيواصل تجاوز الطلب خلال النصف الأول من العام المقبل على أقل تقدير. وكانت وكالة الطاقة قد توقعت في وقت سابق اختفاء فائض المعروض من السوق في النصف الثاني من هذا العام، وقال التقرير إن من المتوقع زيادة معدلات تشغيل المصافي العالمية بأبطأ وتيرة لها في عشر سنوات على الأقل هذا العام، وهو ما سيقلص الطلب على النفط الخام مع ارتفاع المخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستوى قياسي جديد عند 3.111 مليار برميل. وأضافت الوكالة أنه مع توقعاتنا الأكثر تشاؤما لنشاط التكرير في النصف الثاني من 2016 وتعديلاتنا المتعلقة بإمدادات الخام فإن السحب المتوقع من المخزونات في الربع الثالث من 2016 بات أقل الآن، بينما زادت وتيرة الارتفاع المتوقع في المخزونات في الربع الأخير من 2016". ويتباطأ نمو الطلب العالمي بوتيرة أسرع مما توقعت الوكالة في وقت سابق، وأبقت وكالة الطاقة على توقعاتها لنمو الطلب في 2017 بدون تغيير عن تقديراتها في حزيران (يونيو) عند 1.2 مليون برميل يوميا لكنها خفضت توقعاتها لنمو الاستهلاك في 2016 إلى 1.3 مليون برميل يوميا من 1.4 مليون برميل. وأفادت الوكالة بأن التغير الرئيس المتعلق بالطلب في هذا التقرير يتمثل في انخفاض قدره 300 ألف برميل يوميا لتقديرات الطلب العالمي في الربع الثالث من 2016 وما يترتب عليه من تقليص صافي توقعات 2016 بواقع 100 ألف برميل يوميا. ورغم تراجع أسعار النفط وما ترتب عليه من تقلص الاستثمارات فإن إنتاج الخام العالمي لا يزال في صعود، ولكن ليس بالوتيرة السريعة التي شهدها عام 2015، وتضرر المنتجون ذوو التكلفة المرتفعة خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" تضررا شديدا. غير أن "أوبك" عوضت هذه الخسارة، حيث زادت السعودية وإيران إنتاجها بأكثر من مليون برميل يوميا منذ أواخر 2014 حينما قررت المنظمة الدفاع عن الحصص السوقية. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قد رفعت توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2017 مع دخول حقول جديدة للإنتاج وإثبات شركات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي مرونة أكبر من المتوقعة في التعاطي مع أسعار الخام المتدنية، ما يشير إلى فائض كبير في السوق العام المقبل. وذكرت "أوبك" فى تقرير شهري أن متوسط الطلب على النفط من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة سيبلغ 32.48 مليون برميل يوميا في 2017 انخفاضا من 33.01 مليون برميل يوميا في توقعات سابقة. ويضاف احتمال وجود فائض أكبر من المتوقع فى إنتاج النفط للتحدي الذي يواجهه منتجون من داخل "أوبك" وخارجها مثل روسيا في الوقت الذي يحاولون فيه مجددا كبح الإنتاج. ويجري تداول النفط بسعر 47 دولارا للبرميل، وهو رقم يمثل نصف مستوى السعر الذي كان عليه الخام في منتصف 2014 في الوقت الذي ما زالت فيه تخمة الإمدادات قائمة رغم آمال "أوبك" بأن تنتهي بفعل تدني الأسعار. وعدلت "أوبك" توقعاتها لإمدادات النفط من خارجها في 2016 و2017 صعوديا مستندة إلى عدة عوامل من بينها بدء إنتاج حقل كاشاجان في قازاخستان وانخفاض يفوق المتوقع في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات الحالية إلى مزيد من الإنتاج. وأفادت "أوبك" في تقريرها أنه من المتوقع ارتفاع الإنتاج من خارج "أوبك" في النصف الثاني من 2016 مقارنة بالنصف الأول، وتتوقع المنظمة أن يرتفع الإنتاج من خارج المنظمة بواقع 200 ألف برميل يوميا في 2017 مقارنة بانخفاض قدره 150 ألف برميل يوميا في توقعات سابقة. وتوقعت "أوبك" ارتفاع الطلب على النفط خلال عام 2017، وقالت إن مراكز النمو الرئيسة في العالم ستظل الهند والصين والولايات المتحدة. وسجلت أسعار النفط انخفاضا في أسواق آسيا بعد زيادة عمليات الحفر وارتفاع قيمة الدولار مع ترقب أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) معدلات الفائدة قريبا. وقالت "أوبك" إن تعديل التوقعات يعود بشكل أساسي إلى بدء إنتاج حقل كاشاجان العملاق الذي طال انتظاره، وعلاوة على ذلك جرى تعديل توقعات إنتاج 2017 بأكمله صعوديا بواقع 180 ألف برميل يوميا. وأبقت "أوبك" على الإنتاج قرب أعلى مستوياته في عدة سنوات في آب (أغسطس) حيث ضخت 33.24 مليون برميل يوميا وفق البيانات التي تجمعها "أوبك" من مصادر ثانوية بانخفاض قدره 23 ألف برميل يوميا عن تموز (يوليو)، والإنتاج في تموز (يوليو) هو الأعلى منذ 2008 على الأقل.

مشاركة :