الهدنة في سوريا صامدة ليومها الثالث رغم تبادل الاتهامات بارتكاب خروقات وإعلان موسكو أنها هشة للغاية ملحة على ضرورة الحَسْم في التفريق بين مَن وصفتهم بـ: المعارضة المعتدلة والـ:الإرهابيين على حد قولها. الهدنة سمحت للسوريين في المناطق المحاصرة بتنفس الصُّعداء وقضاء عيد الأضحى في أجواء هادئة نسبيا، في الوقت الذي تُبذَل فيه الجهود بين واشنطن وموسكو لتمديد الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتفَّق عليها والتي لا يبدو أنها جميعها، لا سيما في حلب، تلقّتْ المساعدات. أُمّ فاطمة امرأة مقيمة في حلب تبدو في العقد الخامس من العمر سعيدة بهذه الهدنة، وتقول: والله نحن نشعر بالانبساط والراحة. ما كان ممكنا الاستمتاع بالعيد في ظل القصف بالطائرات. لا وجود للأمن بوجودها، الكل خائف. المسؤولون العسكريون الروس عن متابعة تطبيق الهدنة يجرون اتصالات مع نظرائهم الأمريكيين بغرض تمديديها، فيما قالت موسكو إن قوات النظام السوري مستعدة للانسحاب من معبَر كاستيلو الإستراتيجي المؤدي إلى حلب حيث تعرض أمس الثلاثاء عسكريان روسيان إلى إطلاق نار. ومن هذا المعبَر يُفترَض أن تمرَّ المساعدات الإنسانية. في هذه الأثناء، استفاد سكان جرابلس السورية الواقعة على الحدود مع تركيا الأربعاء من مساعدات إنسانية جاءتهم من تركيا التي تسيطر بمعية حلفائها في المعارَضة السورية على هذه المنطقة. وقد وُزِّعت المساعدات من طرف نشطاء في الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية في انتظار وصول مئات الشاحنات من الأراضي التركية لإيصال المساعدات للمحتاجين إليها.
مشاركة :