قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمام البرلمان الأوروبي اليوم (الأربعاء) إن الاتحاد يجب أن ينشئ مقر قيادة لتنسيق الجهود لتشكيل قوة عسكرية مشتركة. وأوضح في خطابه السنوي حول حال الاتحاد أنه «ليس لدينا هيكلية دائمة، ومن دون هذا الأمر نحن غير قادرين على العمل بفاعلية، يجب أن ننشئ مقر قيادة أوروبياً (...) يجب أن نعمل على إقامة قوة عسكرية مشتركة». وتابع يونكر أمام النواب أنه «لم يعد بإمكاننا الاعتماد على قوة كل من الدول الأعضاء، ومعاً يجب أن نتأكد أننا نحمي مصالحنا». وهناك 22 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ 28 تنتمي أيضاً إلى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) الذي يتخذ بروكسيل مقراً له، لكن يونكر شدد على أن طموحات الاتحاد الأوروبي العسكرية لن تؤثر في هذه العلاقة المهمة، وأن «هذا الأمر يجب أن يكمل عمل الحلف الأطلسي، تعزيز الدفاع الأوروبي لا يعني التقليل من التضامن بين ضفتي الأطلسي». من جهة أخرى، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية أن وجود الاتحاد الأوروبي «ليس مهدداً» بقرار بريطانيا الخروج من صفوفه، وقال في الجلسة المقامة في ستراسبورغ: «نحترم قرار بريطانيا مع إبداء الأسف على ذلك في الوقت نفسه، لكن الاتحاد الأوروبي ليس مهدداً بوجوده بسبب هذا القرار». وأضاف: «سنكون مسرورين بأن يصلنا طلب خروج بريطانيا من الاتحاد سريعاً لوقف الإشاعات والشكوك»، داعياً إلى «علاقة ودية» في المستقبل مع لندن «لا يمكن أن تكون فيها السوق الداخلية وحرية التنقل خاضعة للانتقائية». وتابع أن «هناك انقسامات وخلافات تظهر في بعض الأحيان، ما يعطي مجالاً لصعود الشعبوية، لكن الشعبوية لا تحل المشاكل، بل على العكس إنها تأتي بالمشكلات». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية إلى أن تعطي أوروبا أهمية أكبر للشق الاجتماعي ووعد بمواصلة مكافحة البطالة. واقترح بالنسبة إلى الاقتصاد مضاعفة مدة وقدرة خطة الاستثمار الأوروبية. وقال: «اليوم نقترح مضاعفة مدة وقدرة صندوق الاستثمار لدينا» لتصل إلى 630 بليون يورو «اعتباراً من العام 2022». وكانت خطة يونكر حددت هدف 315 بليون يورو على مدى ثلاث سنوات عند إطلاقها العام الماضي.