متابعة - بلال قناوي: إذا كان الجيش قد نجح في تحقيق إنجاز كبير بتأهله للمرة الأولى في تاريخه إلى المربع الذهبي بدوري أبطال آسيا، فإن الإنجاز الحقيقي في هذه المرحلة هو نجاحه في ردّ الاعتبار واستعادة الثقة بالنفس التي اهتزت بسبب الخسارة في الملعب أمام النصر الإماراتي بالدوحة 0-3. رد الجيش اعتباره بالفوز على منافسه على ملعبه وبين جماهيره، ونجح الجيش في التغلب على أزمته ومشكلته النفسية، وهي مهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة أن تأهله كان أشبه بالمستحيل، لولا النجاح الإداري الذي يحسب للنادي بحصوله على حقه في اعتباره فائزاً في لقاء الذهاب، بسبب إشراك النصر للاعبه البرازيلي فاندرلي بجواز سفر إندونيسي تأكد للجميع ومن خلال قرارات لجنة الانضباط أنه جواز سفر مزور. كان الجيش مطالباً برد اعتباره والفوز على منافسه في عقر داره حتى لو لم يتأهل وحتى لو لم تحتسب نتيجة الذهاب لصالحه إدارياً، وهو ما نجح فيه الجيش، رغم كل الصعوبات ورغم وجود توقعات بأن النصر الذي سجل 3 أهداف في الدوحة سيكون قادراً على تسجيل مثلها وأكثر على ملعبه وبين جماهيره في دبي. ولم يكتفِ بالفوز على النصر في دبي، بل قدم عرضاً جيداً، خاصة في الشوط الأول، أكّد من خلاله استعادته لمستواه الطبيعي والمعروف، ولو أن الجيش نجح في استغلال تفوقه والفرص التي سنحت له في الشوط الأول لربما حقق انتصاراً أكبر من انتصار النصر في الدوحة، والمستوى الذي قدمه الجيش في الشوط الأول أمام النصر بدبي هو المستوى الذي يليق به، خاصة على مستوى الدفاع الذي اهتز كثيراً في لقاء الذهاب، ووقع في أخطاء غير متوقعة بالمرة سهلت مهمة النصر في الفوز. حتى على المستوى الهجومي ظهر الجيش بحالته الطبيعية واستطاع التفوق على منافسه طوال الشوط الأول وكان قريباً من إضافة أكثر من هدف لولا عدم التركيز وعدم التوفيق. وهذا هو المستوى الذي نأمل أن يظهر عليه الجيش في المرحلة القادمة وفي مواجهته القادمة أمام العين الإماراتي، وهي مواجهة وبكل المقاييس ستكون مثيرة وساخنة لأسباب عديدة، لعل أهمها أن هذه هي المواجهة الثانية بين الجيش والعين بعد أن التقيا للمرة الأولى في دور المجموعات، وقد تفوق الجيش تماماً في المواجهة الأولى وهزم منافسه القوي ذهاباً وإياباً. المواجهة مع العين ستكون قمة حقيقية ومواجهة نارية لأن المنافس الإماراتي سيحشد كل قوته من أجل الثأر، ومن أجل عدم الخسارة للمرة الثالثة أمام الجيش، كما أن العين سيحمل لواء الثأر للكرة الإماراتية بعد تفوق الجيش أيضاً على حساب النصر وتأهله إلى المربع الذهبي. كل هذه الاعتبارات لابد أن يضعها الجيش ومدربه لموشي في اعتباره، من أجل انتهاز فرصته التي جاءته من أجل المنافسة على اللقب والحصول عليه للمرة الأولى في تاريخه وتحقيق إنجاز غير مسبوق.
مشاركة :