أجمع أعضاء مجلس الأمن على انتقاد الاستيطان الإسرائيلي واعتبار أنه غير قانوني ويشكل تهديداً لحل الدولتين، من دون تحديد خطوات لوقفه، وذلك في جلسة شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس. ورفض بان تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن معارضة الفلسطينيين التوسع الاستيطاني إنما هي تأييد للتطهير العرقي ضد الإسرائيليين، وقال إن موقف نتانياهو «مشين وغير مقبول». ودعا إسرائيل إلى وقف سياسة التوسع الاستيطاني المستمرة منذ عقود في الضفة الغربية، مجدداً موقفه بأن الاستيطان غير شرعي، والاحتلال يجب أن ينتهي. كما شدد على ضرورة فتح المعابر أمام دخول البضائع إلى قطاع غزة، مع التأكد من أنها «لا تستخدم لأغراض عسكرية». ودعا إلى إجراء الانتخابات الفلسطينية، وانتقد قرار المحكمة العليا الفلسطينية إرجاءها، مؤكداً ضرورة «تجديد الديموقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية». وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور إن بلادها تعارض الأنشطة الاستيطانية التي «تتعارض مع التزام إسرائيل حل الدولتين»، مشيرة تحديداً إلى إعلان خطط استيطانية أخيراً في القدس. وأضافت أن الولايات المتحدة «تشاطر القلق» حيال محاولة إسرائيل وضع غطاء قانوني على بعض الوحدات الاستيطانية، مشيرةً إلى أن ممارسات تهجير الفلسطينيين «تسرع الاستيطان وتهدد حل الدولتين». ودعت «الطرفين» إلى «اتخاذ خطوات تعكس الاتجاه الحالي، وتعبر عن التزام حل الدولتين». وانتقدت مصر «سلبية» الولايات المتحدة حيال تقدم حل الدولتين، وقال سفيرها عمرو أبو العطا إن ما حصل منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل ٢٣ عاماً هو قيام «شبه دولة من المستوطنات غير القانونية بدعم رسمي من الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف أن مجلس الأمن «استسلم إلى سلبية القوة الكبرى الوحيدة القادرة» على الدفع قدماً نحو حل الدولتين، مشدداً على أن «غياب الرغبة السياسية للقوى الكبرى يجب ألا يعفي المجلس والأمم المتحدة من دورهما». وجدد التمسك بالمبادرة العربية، داعياً إسرائيل إلى قبولها. وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن بلاده متمسكة بمبادرتها لتحريك مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة أن يقوم مجلس الأمن بدوره للحفاظ على حل الدولتين. وعارض السفير الروسي فيتالي تشوركين محاولة «بعض الأطراف» العمل على «آليات أخرى» خارج إطار اللجنة «الرباعية» الدولية، معتبراً أن ذلك «سيشتت انتباه المجتمع الدولي». وقال إن «الرباعية» ستعقد اجتماعاً على المستوى الوزاري في نيويورك خلال أعمال الجمعية العامة الشهر الجاري، مؤكداً دعم روسيا للمبادرة العربية. وانتقدت نيوزيلندا مقاطعة نتانياهو المبعوث الخاص إلى عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، واعتبر وزير خارجيتها موراي ماكولي، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الشهر الحالي، أن «هذا الموقف غير منتج على الإطلاق». وشدد على ضرورة أن «يعي الإسرائيليون أن فشل حل الدولتين سيجعل الدولة الواحدة أمراً واقعاً، وهو ما سيجعل التركيز الدولي منصباً على حقوق المواطنين فيها، وهو ما لا يريده الإسرائيليون». وقال إن الاستيطان غير قانوني ويتعارض مع التزام إسرائيل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
مشاركة :