موسكو تتهم واشنطن بعدم «الوفاء بالتزاماتها»

  • 9/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيما بدأ رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف زيارة لأنقرة تهدف إلى البحث في الأزمة السورية، اتهم الجيش الروسي الخميس الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة في سورية عبر عدم ممارسة ضغط على فصائل المعارضة لكي تنأى بنفسها عن المتشددين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنيكوف في بيان: «يبدو أن الهدف وراء اعتماد واشنطن ضبابية كلامية هو إخفاء واقع انها لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الأول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين»، منتقداً تشكيك بعض المسؤولين الأميركيين الكبار في التعاون بين البلدين. وأضاف: «في اليوم الثالث (من الهدنة) وحده الجيش السوري يلتزم بوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه زادت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة عدد هجماتها على الأحياء السكنية». ووفق الجنرال كوناشنيكوف فإن روسيا تفي «منذ اللحظة الأولى بالتزاماتها بخصوص نظام وقف الأعمال القتالية على الأراضي السورية». وعبّر عدد من المسؤولين الأميركيين عن شكوك بخصوص احترام موسكو للاتفاق الذي تم التفاوض عليه الأسبوع الماضي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال مسؤول في «البنتاغون» رفض كشف اسمه لوكالة «فرانس برس» إن «المهل قصيرة لكن انعدام الثقة كبير». ووفق بنود الاتفاق فإن القوات الأميركية توافق على التعاون مع الجيش الروسي في سورية في حال صمدت الهدنة التي بدأ العمل بها الاثنين، لمدة أسبوع. وسيتم حينئذ فتح «مركز تطبيق مشترك» في جنيف لتقاسم المعلومات حول الأهداف المحتملة لقصفها. واتفقت واشنطن وموسكو الأربعاء على تمديد الهدنة لمدة 48 ساعة. في غضون ذلك، بحث رئيسا الأركان الروسي والتركي الخميس في أنقرة الأزمة السورية والتعاون العسكري الثنائي على خلفية انفراج في العلاقات بين موسكو وأنقرة بعد أشهر على أزمة ديبلوماسية خطيرة. واستقبل الجنرال التركي خلوصي أكار نظيره الروسي فاليري غيراسيموف خلال حفل عسكري نقلته محطات التلفزة التركية في بث مباشر. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنيكوف أعلن في وقت سابق في موسكو ان غيراسيموف «سيتباحث في أنقرة مع نظيره التركي خلوصي اكار في الوضع الراهن وآفاق تسوية الأزمة في سورية»، مضيفاً أنهما سيستعرضان أيضاً «آفاق التعاون الاقتصادي الثنائي». وتشن روسيا منذ عام تقريباً حملة غارات جوية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تُعتبر تركيا من بين أشد المعارضين له. ولطالما كانت روسيا وتركيا على طرفي نقيض في النزاع السوري الدائر منذ خمس سنوات ونصف السنة، إذ تدعم موسكو النظام السوري في حين تقدم أنقرة الدعم لمعارضيه. لكن تم تسجيل تقارب بين البلدين بعد إعادة العلاقات بينهما إثر فترة قطيعة واعتراف أنقرة بأن الأسد يمكن أن يقوم بدور في الفترة الانتقالية. وكانت العلاقات بين روسيا وتركيا مرّت بأزمة ديبلوماسية خطيرة بعد إسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، إلا أن البلدين يدعوان الى تعزيز التعاون بينهما منذ المصالحة غير المتوقعة بينهما في أواخر حزيران (يونيو). وسمحت روسيا مجدداً لشركات السفر بمعاودة إرسال السياح الروس الى تركيا، كما استؤنفت رحلات التشارتر من روسيا باتجاه تركيا بعد أن كانت قُطعت بسبب الأزمة الديبلوماسية. وفي مطلع آب (أغسطس) قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة الى سان بطرسبورغ (شمال غربي روسيا) للقاء نظيره فلاديمير بوتين بعد ثلاثة اسابيع على محاولة انقلاب فاشلة في تركيا تلتها حملة تطهير غير مسبوقة امتنعت موسكو عن انتقادها.

مشاركة :