قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين اليوم (الخميس) إن موسكو تبذل جهوداً حثيثة من أجل أن يتبني مجلس الأمن الأسبوع المقبل مشروع قرار لدعم اتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن أخيراً. ويستهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم السبت الماضي إعادة عملية السلام في سورية إلى مسارها. ويتضمن هدنة في أنحاء البلاد دخلت حيز التنفيذ مع غروب شمس يوم الاثنين، وتحسين سبل إيصال المساعدات الإنسانية واستهداف عسكري مشترك لجماعات متشددة محظورة. واتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على خمس وثائق قالا إنها لن يكشف عن تفاصيلها علناً. لكن فرنسا طالبت واشنطن اليوم بإطلاعها على التفاصيل. وقال تشوركين في تصريح صحافي إن روسيا تعكف على صوغ مشروع قرار في مجلس الأمن يدعم الاتفاق. ورداً على سؤال عما إذا كان الاتفاق سيرفق بالمشروع المقترح قال تشوركين: «لا نعرف حتى الآن. نعكف على صياغته. أعتقد أننا في حاجة لإقراره في الحادي والعشرين (من أيلول). سيكون هذا مهما». ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً على مستوى عال في شأن سورية الأربعاء المقبل أثناء التجمع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة. وقال ديبلوماسيون إن من المتوقع أن يحضر الاجتماع كيري ولافروف. وأكد مسؤول مركز تنسيق العمليات في سورية الجنرال الروسي فلاديمير سافتشنكو اليوم بدء قوات النظام السوري الانسحاب من طريق الكاستيلو المهم لايصال المساعدات الانسانية الى الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب. وقال سافتشنكو للصحافيين انه «طبقا لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجياً»، مشيراً إلى أن فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها. وكان منسق الشؤون الإنسانية في سورية يان ايغلاند أوضح اليوم ان «الشاحنات العشرين عبرت الحدود التركية، وهي في منطقة عازلة بين تركيا والحدود السورية»، معرباً عن امله في ان توزع المساعدات الجمعة في الاحياء المحاصرة الخاضعة إلى سيطرة المعارضة في شرق حلب حيث يعيش قرابة 250 ألف شخص. واضاف أن «الشاحنات مستعدة للتحرك على الفور». وقال المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ان الحكومة السورية لم تمنح بعد التصاريح اللازمة لدخول مساعدات إلى مدينة حلب بموجب الاتفاق الأميركي – الروسي. وشرح دي مستورا ان القافلة لا يمكنها أن تنطلق طالما لم يتم التحقق من سلامة طريق الكاستيلو التي تقود الى شرق حلب، وان الامم المتحدة تنتظر تأمين هذه الطريق بموجب الاتفاق الاميركي - الروسي. وأضاف انه ما أن يتم تأمين طريق الكاستيلو ستقوم الامم المتحدة بابلاغ الحكومة السورية بتفاصيل المساعدات التي تنقلها الشاحنات والتي ستكون «مختومة». وقال ان المساعدات المرسلة الى حلب تحظى «بوضع خاص». وبذلك لن يكون للسلطات السورية الحق في التحقق من محتوى الشاحنات. وبعد توزيع المساعدات ستبلغ الامم المتحدة دمشق مجدداً بكميات المساعدات التي تم تسليمها، بحسب ما قال دي ميستورا. يأتي هذا في وقت أعلنت مصادر عسكرية سورية أن فصائل المعارضة لن تفصل نفسها في ما يبدو عن جماعة «فتح الشام» التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» مثلما يقضي الاتفاق الروسي – الأميركي. وقال المصدر السوري: «أعتقد أنهم يريدون تعطيل الطلب الأساسي من الدولة السورية أو القيادة السورية ومن الجانب الروسي بفصل (النصرة) عن باقي التنظيمات ويبدو أن هذا الموضوع لن يحصل... لا يرغبون في الفصل أساساً». وكانت المعارضة تلقت أمس طلباً أميركياً يقضي بأن على المحاربين تحت لواء «الجيش السوري الحر» فصل أنفسهم عن «فتح الشام». من جانبها اتهمت موسكو اليوم واشنطن بـ«عدم الوفاء» بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة، عبر عدم ممارسة ضغط على فصائل المعارضة لكي تنأى بنفسها عن «فتح الشام». وقال كوناشنيكوف: «يبدو ان الهدف باعتماد واشنطن (ضبابية كلامية) هو اخفاء واقع انها لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين»، منتقدا تشكيك بعض المسؤولين الاميركيين الكبار حول التعاون بين البلدين. من جهة ثانية توجه رئيس أركان القوات الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف اليوم (الخميس) إلى تركيا للبحث في تسوية النزاع السوري. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنيكوف أن غيراسيموف «سيتباحث في أنقرة مع نظيره التركي خلوصي أكار في الوضع الراهن وآفاق تسوية الأزمة في سورية والتعاون الاقتصادي الثنائي».
مشاركة :