علقت السلطات الأمنية في جوبا صدور صحيفة ناطقة بالإنجليزية في جنوب السودان، أول من أمس، بعد نشرها تقريرا أميركيا يتهم رئيس الجمهورية "سلفاكير ميارديت" وعددا من القيادات العسكرية بـ"الفساد". نجهل الأسباب صرح اوريليوس سايمون، رئيس تحرير صحيفة "ناشونال ميرور" (مستقلة)، إنهم تلقوا صبيحة أمس توجيهات من ضابط رفيع بجهاز الأمن الوطني (جهاز تابع لرئاسة الحكومة)، بتعليق صدور الصحيفة وإيقاف الطباعة، دون تحديد أسباب واضحة لذلك. وتابع: "لم يخبرونا بالسبب وراء تعليق الصدور، فقط قالوا إن الصحيفة ظلت تنشر موضوعات لا يجب عليها نشرها، لكننا لا نعرف ما هي تلك الموضوعات التي لا يجب نشرها في الصحيفة". وأضاف سايمون أن "الصحيفة كانت قد نشرت الثلاثاء الماضي تقريرا منسوبا لمنظمة كفاية الأميركية (حقوقية غير حكومية معنية بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في العالم)، وردت فيه اتهامات لقيادات من حكومة جنوب السودان بالتورط في قضايا فساد واختلاس للمال العام، من بينهم الرئيس الحالي للبلاد سلفاكير ميارديت". وأردف بقوله: "لقد كنّا الصحيفة الوحيدة التي تطرقت لموضوع التقرير، واعتقد أن هذا هو سبب المشكلة". إيقافات سابقة أوقفت السلطات الأمنية في جنوب السودان العام الماضي، صحيفتي "الرأي" و"التعبير"، المستقلتين الصادرتين باللغة العربية عن الصدور، بسبب نشرها مقالات تنتقد سياسات الحكومة، كما أوقفت سكرتير تحرير "التعبير"، أفندي جوزيف، لفترة تقارب الشهرين، قبل أن تفرج عنه. وفي يوليو 2016، تم توقيف ألفريد تعبان، وهو رئيس تحرير صحيفة "جوبا مونتر"، لنشره مقالا على خلفية تجدد الاشتباكات بالعاصمة "جوبا"، طالب فيه "سلفاكير" و"ريك مشار"، زعيم المعارضة المسلحة، بالتنحي بسبب فشلهما في إدارة أمور البلاد، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا. وأعلنت جنوب السودان، أول من أمس، عزمها مقاضاة منظمة "كفاية" الأميركية، التي أسسها الممثل جورج كلوني، بعد اتهام سلفاكير بـ"الفساد المالي". وتوصل تقرير، أعد بطلب من كلوني، ونشر أمس بالولايات المتحدة، إلى أن النخب السياسية والعسكرية في جنوب السودان حققت "مكاسب مادية أثناء الحرب الأهلية" التي تسببت فيها هذه النخبة. وحدد التقرير الرئيس سيلفاكير ورياك مشار، بالإضافة إلى عدد من قادة الجيش، باعتبارهم "مستفيدين" من هذا النزاع. وتتبّع التقرير خط سير النقود، مشيراً إلى وجود صلات بعائلتي مشار وسيلفاكير، بينما لا تزال الصحيفة موقفة عن الصدور.