ارتفع عدد مؤسسي الشركات العاملة في ألمانيا من ذوي الأصول المهاجرة من 567 ألف شخص إلى 709 آلاف بين عامي 2005 و2014، استناداً إلى دراسة أعدتها «مؤسسة برتلسمان» الألمانية مع عينة من هذه الشركات. وأفادت بأن «عدد العاملين لدى هؤلاء زاد خلال الفترة ذاتها بنسبة 33 في المئة، ليصبح مليوناً و300 ألف شخص». واعتبر رئيس المؤسسة آرت دو غوس، في تعليق على نتائج الدراسة، أن «رجال الأعمال من أصول مهاجرة محرّك مهم لخلق فرص العمل في ألمانيا». ولاحظ أن «الأمر اللافت يتمثّل في عدم ازدياد عدد الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة بين عامي 2005 و2015 إلا بنسبة 9 في المئة». وأوردت الدراسة، أن 48 في المئة من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي أسسها رجال أعمال من أصول مهاجرة، «تعمل في قطاع الخدمات، فيما لم تتجاوز نسبة العاملين في قطاعي التجارة والفنادق والمطاعم 28 في المئة». ورصدت الدراسة «انتقال 10 في المئة من رجال الأعمال والشركات من أصل أجنبي بين عامي 2004 و2014، من قطاعي الفنادق والتجارة إلى البناء والصناعة لتصبح النسبة فيهما 28 في المئة أيضاً». وكشفت الدراسة أن «معدل مداخيل المهاجرين العاملين في مهن حرة بلغ 2167 يورو شهرياً، أي أعلى بنسبة 40 في المئة من الأجور التي يمكن حصولهم عليها كموظفين». أما رجال الأعمال من ذوي الأصول المهاجرة «فتُقدّر مداخيلهم بـ2994 يورو شهرياً، ومع ذلك فهي تقلّ بكثير عن تلك التي يحصل عليها رجال الأعمال الألمان الذي يتقاضون في المتوسط أجوراً تفوق تلك التي يقبضها زملاؤهم المهاجرون بنسبة 30 في المئة». وفي سياق متصل، نشرت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية في اليوم ذاته، أن الولايات الألمانية «وفرت لمواطنيها نحو 24 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع الحكومي، لمواجهة أزمة اللاجئين». ووفق تقرير الصحيفة، نشأ معظم هذه الوظائف في المدارس. واستندت في تقريرها إلى استطلاع للرأي أجرته مع مسؤولين في وزارات المال في الولايات الألمانية الـ16، ومع هيئات الشرطة الخاصة بالولايات، وكذلك مع الهيئات الإدارية والهيئات القضائية في هذه الولايات. وكانت ولاية شمال الراين ووستفاليا أكثر الولايات الألمانية استحداثاً للوظائف الجديدة بسبب اللاجئين، حيث وفرت 7742 وظيفة جديدة بين عامي 2015 و2016، في حين لم تؤمّن ولاية تورينغن على سبيل المثل أي وظيفة جديدة بعد. ولم تعلن ولاية هامبورغ بياناتها الخاصة بالتوظيف في الفترة التي شهدت نزوحاً جماعياً كبيراً للاجئين إلى ألمانيا. وثمة حملة جارية منذ فترة بين الشركات الألمانية الكبرى لتأمين آلاف فرص التأهيل والعمل للاجئين، كما حصل في شركة البريد على سبيل المثل التي خصصت ألف فرصة عمل لهم، وفي شركة «داكس» في بورصة فرانكفورت أيضاً التي وفّرت 500 فرصة عمل، وفي شركة سيارات «دايملر بنز» (300 فرصة عمل)، وفي شركة «تيسّن - كروب» (230 فرصة) وفي شركة سيارات «بي أم دبليو» (200 فرصة عمل)، إضافة إلى شركات أخرى بأعداد أقل.
مشاركة :