أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة (16 سبتمبر/ أيلول 2016) أن الولايات المتحدة لن تتعاون عسكرياً مع روسيا في سورية، مالم يسمح النظام السوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن الوزير جون كيري ندد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ «التأخير المتكرر وغير المقبول في وصول المساعدات الانسانية» إلى ضحايا الحرب في سورية. وتسري في سورية هدنة منذ يوم الاثنين الماضية على إثر توصل الأميركيين والروس إلى اتفاق بهذا الشأن. ومن المفترض بحسب هذا الاتفاق أن تمارس موسكو ضغوطاً على حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، وأن تقوم واشنطن بالمثل مع الفصائل المعارضة المسلحة لتثبيت هذه الهدنة. وفي حال تم الالتزام بالهدنة خلال 7 أيام، يتم بحسب الاتفاق انشاء مركز تعاون عسكري بين موسكو وواشنطن ينسق الضربات التي تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» و»جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وأوضح المتحدث أن كيري قال للافروف إن واشنطن «تعتمد على روسيا لكي تستخدم نفوذها على نظام الاسد ليتيح دخول القوافل الانسانية التابعة للأمم المتحدة إلى حلب ومناطق أخرى». وتابع المتحدث أن «وزير الخارجية قال بشكل واضح إن الولايات المتحدة لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في حال لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الانسانية». في المقابل، أعلنت موسكو أن «طرفاً واحداً» يتمثل بقوات النظام السوري والجيش الروسي يلتزم فعلياً بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل 4 أيام في سورية بعد مفاوضات مكثفة بين موسكو وواشنطن. وأعلن الجيش الروسي استعداده لتمديد الهدنة في سورية 72 ساعة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال ايغور كوناشينكوف، في بيان: «مع أن وقف إطلاق النار يستند إلى اتفاق ثنائي فإن طرفاً واحداً يتقيد به فعلياً». وأضاف «مع أن الاتفاق الروسي-الأميركي بشان وقف المعارك في سورية يدخل يومه الرابع فإن مسألة قدرة (المعارضة المعتدلة) على احترامه تبقى مفتوحة». وأضاف «كل محاولات الشركاء الأميركيين لكي يثبتوا للعالم أن لديهم سيطرة ولو محدودة على (أعضاء المعارضة) هؤلاء في سورية باءت حتى الآن بالفشل». وأعلن الجيش الروسي مجدداً أن الجيش السوري مستعد للانسحاب من طريق الكاستيلو. واضاف ان قوات دمشق بدأت بالانسحاب من هذا المحور الاستراتيجي في حلب، لكنها اضطرت إلى العودة اليه لبقاء مجموعات المعارضة في مواقعها. واكد المسئول العسكري الكبير فلاديمير سافتشينكو أنه «على رغم الاتفاق لم تسحب قوات المعارضة معداتها وأسلحتها من طريق الكاستيلو». ودارت معارك عنيفة أمس بين النظام والمعارضة وأدت غارة جوية إلى مقتل 3 مدنيين في سورية، في أخطر تصعيد منذ دخول اتفاق الهدنة لـ 48 ساعة حيز التنفيذ الاثنين مدد مرة أولى يوم الأربعاء الماضي. وفي حين تتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بتعطيل تطبيق الاتفاق، لم تنقل بعد المساعدات إلى عشرات آلاف الاشخاص المحاصرين في الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب. وسيدرس مجلس الامن الدولي الاتفاق خلال اجتماع بحضور وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. إلى ذلك، نشرت الولايات المتحدة قوات خاصة أميركية دعما للجيش التركي وللفصائل المقاتلة السورية التي تعتبرها واشنطن معتدلة في هجومها على تنظيم «داعش» في شمال سورية، على ما أعلن المتحدث باسم «البنتاغون» أمس. وقال المتحدث أدريان رانكين-غالواي إنه «استجابة لطلب تركي، تمت الموافقة على أن ترافق قوات أميركية خاصة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المقبولة فيما تواصل تحرير أراض من تنظيم الدولة الإسلامية»، فيما أفاد مسئول عسكري أميركي عن نشر بضع «عشرات» العناصر. وقال مصدر كبير من المعارضة السورية إن عدداً صغيراً من القوات الأميركية دخل بلدة الراعي السورية قرب الحدود مع تركيا أمس. وأضاف المصدر أن العسكريين الأميركيين الذين تراوح عددهم بين خمسة وستة اضطروا للانسحاب صوب الحدود التركية بعدما احتج مقاتلون سوريون على وجودهم في البلدة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الواقعة وقال إن العسكريين الأميركيين غادروا بلدة الراعي لكنهم مازالوا داخل سورية.
مشاركة :