حتى وإن دارت عجلة الدوري السعودي من جديد وانشغل البعض بهزائم فريقه وإصابة تيسير الجاسم والردود بين إدارة ناديه والجهاز الطبي بالمنتخب السعودي وبعض القضايا الرياضية الأخرى التي هي أشبه بالحلقة المتصلة مع بعضها من دون حسم فيجب ألا ينسى الجميع مؤتمر توثيق بطولات الأندية والجديد حوله، ومتى يعقد وهل الهيئة العامة للرياضة مصممة على عقده؟ أم أن قرار التأجيل مقدمات لتجاهله نهائيا على الرغم من أنه لا يتعلق بهيئة الرياضة وحدها إنما بمشروع رياضي يترقب الكثير منه ماله من بطولات رسمية وودية وما عليه من ملاحظات متعلقة بالتاريخ. نتمنى ألا تكون هيئة الرياضة رضخت للحملة الإعلامية فرأت تأجيله حتى ينساه الناس ومن ثم موته هو الحل الأسلم، وهنا خطأ كبير وتأكيد على أن الأندية والإعلام هما من يتحكم بالقرارات وليس هيئة الرياضة التي تستمد صلاحياتها وقوتها من دعم ولاة الأمر. قبل عامين أمر قائد الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بالتصدي للحوثي ومخططاته الإجرامية المدعومة من إيران الشر وكانت جيوش وطائرات التحالف بقيادة السعودية تضرب في قلب الحوثي وتحقق النصر وتجبر العدو على إيقاف مشروعه الفاشل وإعادة الشرعية إلى اليمن وكان هناك شهداء، وهذا طبيعي في أي حرب، ولم يخرج شخص واحد بشكل رسمي مطالبا بتأجيل إقامة أي منافسات وقضايا رياضية إلى أن تضع الحرب أوزارها لاعتبارات عدة، أهمها النصر الذي تسجله قوات التحالف بقيادة السعودية، وثانيها عدم دخول حوثي واحد لأرض الوطن وزعزعة الأمن والاستقرار، ثم فجأة يخرج علينا مثل محمد القدادي بعد عامين من بداية عاصفة الحزم ليذكرنا بالشهداء والجرحى وضرورة تأجيل مؤتمر الكشف عن البطولات من أجلهم، والأسوأ من ذلك كله عندما يقول من يدعي أنه مؤرخ رياضي (لا يوجد منزل سعودي إلا وفيه شهيد وجريح) لذلك هو يطالب بتأجيل المؤتمر، وهنا يصور للعالم وكأن بلادنا محتلة والعدو منتصر؟ ولا نعلم من أين أتى بهذه المعلومات والمغالطات من دون أن يعلم أن العدو يزيف الحقائق فكيف عندما تصله مثل هذه الشهادة الكاذبة من سعودي ربما لا يعي خطورة ما يقول من أجل التعصب لناديه بينما الوطن ينعم بالأمن والطمأنينة واستقبال حشود حجاج بيت الله الحرام بالتنظيم المميز,و إذا كنا سنأخذ الأمور حسب منطقه فالأولى إيقاف جميع الأنشطة الرياضية وليس المؤتمر. مقالاته زرعت بذرة التعصب وصوّر انتصارات جنودنا البواسل بعيداً عن الواقع كلام كبير جدا، أراد من خلاله استنهاض همم المسؤول الرياضي الأول الأمير عبدالله بن مساعد وتحريضه على تأجيل مؤتمر الكشف عن البطولات بأي طريقة كانت، لم يتحدث عن أي تعقيدات أخرى في التاريخ الرياضي وتضارب الأرقام والبطولات والتاريخ، ولكنه ذهب مباشرة إلى السياسة وأمور أكبر من أن يتحدث عنها ويفتي بها وهي الحرب على الحوثيين والتي تجد كل الحزم والهزيمة لهم ولأي عدو من دون أن يحتلوا شبرا واحدا من أرض الحرمين. هذا الكلام الخطير وغير المسؤول أن يبدر من الأعداء فالأمر طبيعي؛ لأننا تعودنا على التزييف والدجل والتزوير منهم، ولكن أن يتفوه به إنسان محسوب علينا فهنا الطامة الكبرى؟!!، ولا نعلم هل هو للتو يدري أن هناك حربا ضد الإرهاب وأعداء الوطن بدأت منذ أعوام وليس عام أو عامين وراح ضحيتها بعض أبناء الوطن من رجال الأمن الشهداء حتى يطالب بتأجيل مؤتمر رياضي بحت بينما مختلف الملاعب السعودية في أقصى الشمال والجنوب والشرق والغرب تحتضن المنافسات الرياضية بلا أي منغصات، وإذ كان هو يرى أن إعلان بطولات الأندية يزيد من احتقان الشارع الرياضي فعليه أولا أن يتحدث عن الفضاء وما يصدره من عفن وتعصب باتا خطرا على الشباب، عليه أن يشجب ويستنكر ظهور من يشاطرونه الميول، فهؤلاء خطر على اللحمة وتماسك المجتمع. السؤال هل يمر ما تفوه به مرور الكرام على الجهات المسؤولة وليس هيئة الرياضة؟ ونقول ذلك مادام أنه تجاوز الرياضة إلى وضع الوطن الأمني، كيف يتحدث عن التاريخ والمؤرخين وضرورة الحياد وهو الذي يقول تاريخه الصحفي أنه أحد من زرع بذرة التعصب في الإعلام الرياضي السعودي بدليل قصاصات مقالاته التي يتداولها بعض المغردين في تويتر، كيف يلوم البعض أعضاء لجنة التوثيق بسبب بعض تغريداتهم التي يرونها متعصبة ويطالبون بنوعية القدادي وهو الذي يشعل نار التعصب منذ أعوام طويلة ثم يتوارى خلف المثالية والحياد؟ هل نسى تشكيكه في فوز أحد الأندية السعودية وهو يمثل الوطن من خلال المطبوعة التي كان يعمل بها؟ ماهي مصادره عن التاريخ، مادام أنه لم يطلع عن كثب على البدايات للرياضة السعودية على الطبيعة، لا يختلف عن أي شخص آخر يستقي معلومات من بعض القصاصات والروايات وهنا يكون ناقلا وليس مؤرخا. نعم كيف يكون القدادي ومنهم على شاكلته مؤرخين وأمناء على التاريخ وهم من تدينهم مقالاتهم قبل ربع قرن، ربما لا نلومه على كتاباته؛ لأن هذا حال الكثير من الإعلاميين الرياضيين، ولكن نلومه لأنه يدعي غيرته على التاريخ الرياضي والمطالبة بالحياد وهو من كان يركب موجة التعصب ويثير الاحتقان، ثم يقلع عن ذلك لحقبة من الزمن ربما لمآرب أخرى. لا يمكن أن نلوم من يغرد ويدخل نفسه في قضية تدوين التاريخ ومن يراه البعض مؤرخا مثل القدادي -على الرغم من أنه ليس بمؤرخ- فالتاريخ الرياضي أصبح متاحا للعبث فيه وتزويره من كل من هب ودب. سؤال آخر لماذا أدخل القدادي قضية بطولات الأندية بحرب السعودية ضد الإرهاب والحوثيين والدفاع عن الوطن؟ ربما لأن كل المحاولات استنفدت فهو لا يريد للتاريخ الرياضي أن يظهر لأن ليس له فضل في رصده وتنقيحه والتعب عليه، وهنا يجب على هيئة الرياضة التي شكلت اللجنة ووثقت بها واختارت الأسماء وحددت مواعيد الكشف عن البطولات أمام الرأي أن تستعجل المؤتمر ليس لأي هدف سوى الرد على من يقول أن ظروف البلد الأمنية لا تسمح بإقامته، وأن استجابت لكلامه فهي كمن يصادق على كل ما قال، ومن المعيب بل الضعف والهوان أن تتراجع عن ذلك، إلا إذا كان الأمر أكبر من قدرتها وصلاحياتها فهذا شيء آخر؟.. وعليها أن تكون شفافة أمام الجميع لكشف الأسباب إن ألغي المؤتمر. فياض الشمري
مشاركة :