الألمان في الشارع احتجاجاً على مشروع التبادل الحر عبر الأطلسي

  • 9/18/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تظاهر عشرات الآلاف أمس السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2016) في سبع مدن ألمانية تنديدا بمشروع معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي الذي تؤيده انجيلا ميركل لكنه يثير تحفظات في أوروبا وتسعى فرنسا إلى تعطيله. وفي بلد يعارض سكانه إلى حد كبير هذا الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلن نحو ثلاثين منظمة غير حكومية ونقابة وحزباً سياسيّاً العمل على حشد أكثر من 250 ألف شخص. في برلين، ينتظر مشاركة نحو ثمانين ألف متظاهر رغم الأمطار الغزيرة التي هطلت في مستهل التظاهرة ظهراً. وتسجل تظاهرات أيضاً في هامبورغ وميونيخ وفرانكفورت وكولونيا وشتوتغارت ولايبزيغ. ورفعت مئات من اللافتات والأعلام كتبت عليها شعارات مثل «الديمقراطية بدل معاهدة التبادل الحر» و»كلا يعني كلا» و»مشاركة بدل انقسام». وإضافة إلى معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي التي حددت جولة مفاوضات جديدة لها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، يعتزم المتظاهرون التعبير عن معارضتهم لمعاهدة التبادل الحر مع كندا التي يتوقع أن توقع نهائيا نهاية الشهر المقبل. تقلق المعاهدتان منذ زمن الألمان في حين أكدت ميركل على الدوام دعمها لهما مشددة على أنهما تضمنان «تأمين مزيد من الوظائف». وفي برلين، قال اكسيل كايزر الذي ينسق مجموعة من الشركات الصغرى والمتوسطة مناهضة للاتفاق «في أوروبا، يجب أن يأتي الناس في المقام الأول (...) لهذا السبب يجب وقف اتفاق التبادل الحر». وقال ناشط آخر هو اولريش شنايدر «نناضل من اجل آليات قرار ديمقراطية، من اجل تطبيق مبادئ دولة القانون في الاتفاقات التجارية». وهذا الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه منذ منتصف 2013 بين الحكومة الأميركية والمفوضية الأوروبية يرمي إلى إلغاء الحواجز التجارية والعراقيل القانونية على جانبي الأطلسي لإيجاد منطقة واسعة للتبادل الحر. ويخشى منتقدو الاتفاق إنشاء آلية تحكيم موازية للمستثمرين الأجانب ستضعف صلاحية السلطات العامة حيال المؤسسات الكبرى. ويندد منظمو التظاهرات في ألمانيا بإحاطة المفاوضات بأكبر قدر من السرية. وقالت رئيسة غرينبيس الدولية جينيفر مورغان: «نحتاج إلى اتفاقات تجارية أفضل، ونستطيع الحصول عليها إذا أوقفنا الاتفاقات السيئة (...) عبر النضال من أجل اقتصاد عادل». والمفاوضات المدعومة من المستشارة انجيلا ميركل تتسبب بانقسام في حكومتها حتى أن نائبها الاشتراكي-الديمقراطي سيغمار غابرييل انتقد المعاهدة علناً. وعلى وقع تنامي الاعتراض، نددت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم أمس في صحيفة بيلد بـ «انعدام الفهم والأكاذيب في النقاش حول هذه المعاهدة». وبحسب استطلاع لمعهد ايبسوس يرى 52 في المئة من الألمان أن التبادل الحر يؤدي إلى إضعاف برامج الدعم الاجتماعية ويسمح باستيراد منتجات قد تضر بالصحة. وكان وزير الاقتصاد ونائب المستشارة سيغمار غابرييل أعلن مطلع الشهر أن معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي «مصيرها الفشل». وازداد عدد الاشتراكيين- الديمقراطيين الذين ما عادوا يؤمنون بالمعاهدة إلى درجة أن بعض فروعهم المحلية دعت إلى التظاهر أمس. وعلى الحزب الاشتراكي-الديمقراطي أن يقرر الاثنين في مؤتمر مصغر إذا كان يوافق أم لا على معاهدة التبادل الحر مع كندا التي ترى الحكومة أنها «اتفاق ناجح جدّاً». وترفض دول أوروبية أخرى كالنمسا وخصوصا فرنسا، بشدة هذا الاتفاق. والأربعاء أكد وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فيكل أن المفاوضات بين المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة لا تحظى بدعم سياسي فرنسي. كما طلب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بـ «وقف المفاوضات». وتريد واشنطن مثل ميركل إنهاء المفاوضات قبل نهاية العام، أي قبل أن يغادر باراك اوباما البيت الابيض.

مشاركة :