افتتحت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، مهرجانات صيدا السياحية التي تنظّمها اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية، بإشراف وزارة السياحة وبالتعاون مع بلدية صيدا، وذلك عند الواجهة البحرية للمدينة التي تألقت بالأضواء وغصّت بجمهور غفير أتى مساء الجمعة من مناطق لبنانية عدة، لتقدّم صيدا نفسها مدينة للفرح والحياة وتثبت أنها تستحق أن تكون على الخريطة السياحية لما تختزن من إرث ثقافي وتاريخي. وللمرة الأولى في مهرجان لبناني، تؤمن القوى الأمنية «حدود» الاحتفال بحراً وبراً بعد موجة من الإشاعات التي هدّدت ليلة فنية لم تشهد مثلها عاصمة الجنوب اللبناني منذ وقت طويل. فانتشرت على شاطئ المدينة زوارق للجيش اللبناني، مشكّلة طوقاً أمنياً مائياً لدعم انتشار أمني في محيط ملعب صيدا البلدي وداخله. وجاءت هذه الإجراءات بعد حملات طالبت بعدم إقامة حفلات «تسيء إلى المدينة»، حيث انتشرت لافتات علقت على الجدران تقول: «صيدا لن ترقص»، وذلك رداً على شعار «صيدا تغني» الذي اتُّخذ رمزاً للمهرجان. وجاء في بيان باسم المعارضين للمهرجان على موقع «فايسبوك»، أن «صيدا مدينة للإنشاد تستقبل فرقاً لتلاوة القرآن، أما نانسي عجرم وأمثالها فلا أهلاً ولا سهلاً». واشتدت هذه الحملة مع بدء الحفلة وقبيل صعود عجرم إلى المسرح، إذ انتشرت بيانات نسبت إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تهدّد عجرم ومنظّمي الحفلة وزّعت على أهل المدينة كتبت عليها عبارات تهدد الحضور ومذيّلة بعلم «داعش»، ومما جاء فيها: « لن تنعموا بهذه الليلة. لا تجربوا صبرنا ولا تختبرونا، وكل خياراتنا مفتوحة براً وبحرا وجواً، وستتحول المياه الى نيران والفضاء الى غبار». غير أن القوى الأمنية أكدت أن هذه مجرد أعمال صبيانية غير مسؤولة. وحضر الحفلة الأولى من المهرجان ألفا شخص، إضافة إلى شخصيات سياسية منها رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري، ووزيرا السياحة ميشال فرعون والثقافة ريمون عريجي. وبعدما أضاءت الألعاب النارية أجواء المدينة، انطلق المهرجان واعتلت عجرم المسرح حاملة العلم اللبناني، وافتتحت الحفلة بأغنية السيدة فيروز «بتتلج الدني بتشمس الدني ويا لبنان بحبك لتخلص الدني». وبعدها، حيّت عجرم الحضور وقالت: «سعيدة جداً لوجودي في صيدا، ووجودنا الليلة دليل على محبتنا للبنان وخوف عليه لأننا نحبه». وعلى مدى ساعتين، قدمت باقة منوعة من أغانيها الجديدة والقديمة التي ألهبت المسرح وتفاعل معها الجمهور تصفيقاً وغناء ورقصاً. ورحبت رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية نادين كاعين، في كلمة لها، بالحاضرين، متوجّهة بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاح الحفلة التي عرض خلالها أيضاً شريط مصور يحكي عن مدينة صيدا من جوانب عدة أبرزها التاريخية والأثرية. يذكر أن مهرجانات صيدا مستمرة اليوم مع الموسيقي اللبناني غي مانوكيان.
مشاركة :