ويمثّل جامع قباء, إحدى أبرز المحطات التي يقف عندها الزائرون خلال زيارتهم لطيبة الطيبة, إذ يعدّ أول مسجد بني في الإسلام, وأول مسجد بني في المدينة النبوية، ويقع مسجد قباء إلى الجنوب من المدينة المنورة، وقد بناه النبي محمد صلى الله عليه وسلم, حينما هاجر من مكة المكرمة متوجهاً إلى المدينة، وقد اهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد خلال العصور الماضية، فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك، وتتابع الخلفاء من بعدهم على توسعة المسجد وتجديد بنائه, وقام السلطان قايتباي بتوسعته، ثم تبعه السلطان العثماني محمود الثاني وابنه السلطان عبد المجيد الأول، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عهد الدولة السعودية وقد تم توسعة المسجد ليستوعب 55 ألف مصلٍ، وكلفت الوزارة أحد أمهر المكاتب الهندسية المتخصصة في العمارة الإسلامية لتصميم المسجد على نسق المسجد القديم. ولمسجد قباء فضلٌ عظيم، فقد ورد فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه كان له كأجر عمرة" كما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم أن النبي كان يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكبًا فيصلي فيه ركعتين. ويحرص حجاج بيت الله الحرام أثناء قدومهم لطيبة الطيبة على زيارة مسجد القبلتين وأداء الصلاة فيه, حيث يقع في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة, وفيه نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحول إلى قبلة الكعبة المشرفة بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس, وذلك يوم الـ 15 من شعبان من العام الثاني للهجرة, كما جاء في الآية الكريمة " قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ". كما يمثّل موقع المساجد السبعة أحد المواقع التاريخية التي يحرص زوار المدينة المنورة على زيارتها, والذي جرت فيه أحداث موقعة الخندق, كما يتوافد الزوار على العديد من المواقع الدينية والتاريخية ومنها مسجد سيدنا حمزة, وجبل أحد الذي سُمّي بجبل أحد لتوحده وانقطاعه عن غيره من الجبال أو لما وقع لأهله من نصرة التوحيد ويقع شمال المدينة وبسفحه وقعت معركة أحد، وقبر " سيد الشهداء " أسد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب، وقبور شهداء أحد, ويبعد عن المسجد النبوي الشريف بحدود 5,5 كم تقريباً. ومن فضائل هذا الجبل أنه على ترعة من ترع الجنة, وأنه يحبنا ونحبه، فهذا كله فضل من الله تعالى, عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أحد جبلٌ يحبّنا ونحبّه، وهو على ترعةٍ من تُرع الجنة" رواه ابن ماجة. // يتبع // 13:16ت م spa.gov.sa/1539344
مشاركة :