قال النائب د. عبدالرحمن الجيران أن الاتحاد الأوروبي يتهيأ لمرحلة الموت السريري، فبعد رحيل أميركا عن المسرح السياسي العالمي، ومغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، أصبحت دول الاتحاد الـ 27 كالأيتام الذين فقدوا أبويهم قبل سن الرشد وسط طوفان من العواصف بكل اتجاه. وأضاف الجيران في تصريح له نشره عبر حسابه في «تويتر» أن قمة براتيسلافا الأوروبية مصيرها كمصير العائلة الأوروبية المفككة، مبيناً بأن أجواء القمة عكست فقدان الثقة بسياسة عمل جماعي رشيد وسط تعارض الأولويات، وتعدد خريطة الطريق، مع تصاعد التحديات وعمق الخلافات، وتسابق لإحتلال مواقع النفوذ والاستحواذ بين فرنسا وألمانيا. وأشار الجيران إلى أن الواقع يثبت أن دول أوروبا تعيش اليوم ارهاصات ماقبل مرحلة الانعاش، حيث ذهبت القيم والمبادئ التي بشّرت بها الشرق الأوسط أدراج الرياح، ولم تعُد أوروبا مصدر إلهام للشرق، فإلى جانب التحديات الاقتصادية وسياسات التقشف التي تقلق الحكومات، يكمن التشرذم في السياسات الخارجيه والتقوقع، مضيفاً «ووسط خيبة أمل العالقين في الحدود الأوروبية تتداول وسائل التواصل الاجتماعي أنباء تزيد من الاحتقان الانساني». وبيّن الجيران بأن المجر على سبيل المثال تعامل المهجرين بأسوأ مما تعامل به الحيوانات، وايطاليا واليونان تعارضان سياسة الاتحاد في توزيع اللاجئين أما فرنسا تتطلع إلى قيادة أركان موحدة للدفاع! ولكن هيهات، بينما ترى دول سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا ان الاتحاد خرج من قبضة بريطانيا ليقع بقبضة فرنسا وألمانيا! فلا بارقة أمل من هذه الفوضى الأوربية! وقال الجيران بأنه لا توجد عصا سحرية لحلحلة الملفات العالقة، ولا بوادر لقاسم مشترك يتيح التوصل إلى اتفاق خلال المستقبل القريب، وذلك لاختلاف القيم والمبادئ، مبيناً بأن هذه مشكلة أوروبية أوروبية.
مشاركة :