التسامح وتماسك المجتمعات

  • 9/18/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر التسامح هو الفلتر الذي ينقي علاقات الأخوة والأقران  والأحباب من درن المشكلات و شوائبها التي تحدث بسبب سؤ الظن وعدم التماس الأعذار للآخر او للآخرين بسبب وسواس الشيطان التي يفسد بها نفوس الإخوان والأحبة والشركاء. فالتسامح كمفهوم أخلاقي اجتماعي قد دعا إليه الرسل والأنبياء وكذلك الصالحين ومازال لما له من دور إيجابي وهام في تماسك المجتمعات وافرادها وتنمية لها ولبنيتها،ويعد التسامح خصلة عزيزة على النفس،لأن طبيعة النفس البشرية مفطورة على الشح والأنانية وحب الذات والرغبة في الإنتقام والمجرب للتسامح يجد أنه البلسم الشافي لعلل النفوس ،ويتطلب تربية مبكرة على ذلك حتى يواجه اصناف الناس وطبائعهم المتابيتة ويكون للتربية من الصغر في ذلك دور مهم وبارز وكذلك القدوة الحسنة ، والإعتدال في التسامح هو المعنى الذي تقتضيه الحكمة،وهو الذي لايضيع معه حق ولايترك في النفس مذلة او شعور بالظلم ولايكون معه إهدار للقيم اوالمبادئ، وهو من الأخلاق الإسلامية الجليلة، التي تعود بالنفع والخير العميم على المجتمع المسلم بأسره. والتسامح يكون فيه العفو والصفح متأصل مع الإحسان ولا يأتي ذلك إلا من ذوي الطباع السليمة والنفوس المستقيمة التي جبلت على فعل الخير، وان المتعامل مع عامة الناس قد  يجد بلا شك الكثير من حيلهم ومكرهم وسفههم ،وهنا يحتاج للتسامح معهم من أجل التغيير لتلك السلبيات الموجودة في بغض أفراد المجتمعات ، وللتعايش معهم  فالإنسان اجتماعي بطبعه ،فلو أن كل عضو من أعضاء الجسم المك قطعته اوبترته اصبحت مشلولا وكذلك لو أن كل صديق أو قريب اخطأ بحقك عاقبته او هجرته أصبحت بلا أصدقاء وحيدا منعزلا منبوذا . قال الشاعر : إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه. وبلا شك ان التسامح يؤاد أخطاء الآخرين ،ويؤدي إلى كبح جماح النفس والتسامي على نوازع الشر فيها التي هي من ادواء النفس البشرية ،وبالتسامح نستطيع تربية الناشئة وتاديبها وترويضها على ترك الخطأ وتجاوزه للصواب باسلوب التسامح الذي يؤثر في المتعلم بأسلوب راق وبسيط غير متكلف من التكلم ناشيء عن حرصه على صلاخه وفلاحه ، وهذا التسامح غاية من غايات التربية الإسلامية العظمى ، لأنه يسهم في إيجاد الحكمة والفطنة في المتعلم من المعلم وهو ماينشيء لنا جيلا مؤمنا بربه طالب لرضاه مؤد لواجبه في أمر دينه ودنياه فهنيئا للمتسامحين بحب الله ثم حب الخلق. بقلم الأستاذ / أحمد منصور ظافر عواف -المباركة الطوال.

مشاركة :