استمتعنا بقمة كروية بين قطبي العاصمة أمس الأول الجمعة انتزع خلالها الهلال الفوز والنقاط الثلاث، ولم يكتفِ بذلك فقط، بل انتزع أيضًا النجومية وروعة الأداء حينما سجل سامي الجابر تفوقًا على نظيره كارينيو، فالجابر قرأ المباراة صح ودخل بتكتيك وطريقة وأسلوب هو الأنسب لكسب المواجهة الكبرى، فأغلق مفاتيح التفوق النصراوي، ولم يمنح لاعبي العالمي راحة لبناء الهجمات، واستعان بخبرة ياسر من البداية، وهناك من يقول إن سامي صحح أخطاءه بتجاهل ياسر في الفترة السابقة، وعندما منحه الفرصة قال الكاسر أنا هنا. من وجهة نظري أن ياسر شارك عندما كان أكثر جاهزية وتهيئة فنية ودخل في التوقيت المناسب، وساهم التقدم الهلالي في منح مساحات من خلال اندفاع النصر وكان التعامل معها جيدًا فجاءت الرباعية. في المقابل كارينيو الذي أشدنا به كثيرًا ارتكب سلسلة أخطاء في المباراة الأخيرة حينما تلاسن مع الحكم بين الشوطين على هدف جاء من تسلل، وهذه الملاسنة انتهت بطرده وأثر سلبيًا على لاعبيه فافتقدوا تأثيره المعنوي على خط الملعب ودوره الفعال في هذا الجانب، ثم أخطأ مرة أخرى في تغييراته وهو يفتح الملعب على مصراعيه للهجوم الهلالي، ومع ذلك يبقى كارينيو مدربًا كبيرًا، والنصر يمتلك الحظوظ الأفضل لتحقيق بطولة الدوري، و4 نقاط من أصل 9 ليست سهلة ولن تكون مستحيلة ولا صعبة. أما سامي الجابر فلم أكن يومًا مع الذين أشبعوه نقدًا، كما أنني لست مع الذين تحولوا بنسبة 180 درجة ومنحوه أفضلية المدرب الأرجنتيني سيزار منيوتي بعد تحقيقه لكأس العالم 1978م، والمدرب الإيطالي الشهير بيرزوت الفائز بكأس العالم 1982م، والألماني فرانز بيكنباور بطل كأس العالم 1990م، كما أنه ليس فيرجسون ولا مورينيو، ولكنه مدرب طموح يمضي بقوة في خطواته الأولى وسنته الأولى في عالم التدريب الفعلي، جاء بطريقة مختلفة عن المدربين الوطنيين.. ليس مدرب طوارئ ولا فزعة.. تسلم الفريق من أول الموسم ومعه جهاز فني متكامل وفرض شروطه وتعاقداته، فاقتنعنا بالفكر والمنهج وتفاعلنا بالمؤشرات، وتبقى كرة القدم فوزًا وخسارة، ومباراة أمس الأول قدم فيها الجابر درسًا فنيًا مميزًا يمنحه الإشادة والتقدير على عمله ولكن ليس كل الأفضلية. مبروك للهلال هذا الفوز الثمين، وهاردلك للنصر ويبقى هو الأقرب لبطولة الدوري. الاتحاد لن ينصلح بين يوم وليلة! خسر الاتحاد أمام الرائد بعد أن قدم شوطًا أولًا باهتًا بكل ما تعنيه الكلمة، و7 مباريات والمدرب فيرسيري لم يتعرف على قدرات لاعبيه، وبالتالي لن يحسن توظيفهم ولا يزال يرتكب جملة أخطاء، وقبل أن أوجه انتقاداتي إلى المدرب، لا بد أن أعود بالحديث عن المتاح والممكن في الفريق الاتحادي، حيث سبق لي وأن تطرقت لهذا الجانب مع بداية تسلم إبراهيم البلوي للتركة المنهكة والمفلسة في عميد الأندية السعودية، وذكرت في غير مرة أن العمل سيكون على قدر العبث الكبير الذي تم وأكبر من ذلك، فالفريق تم تفريغه مما كان يحتويه من النجوم وأقل من النجوم، فبأي منطق يتم الاستغناء عن خدمات الحارس علي المزيدي للفتح ودون مقابل وزيادة عليها مستحقات مالية سجلت في خانة الديون والإبقاء على هاني الناهض وعبدالعزيز تكروني "اللذين لو لعبا معا في المرمى لن يحلا مشكلة الحراسة الاتحادية"، وكأن من اتخذ القرار يعمل ضد نادي الاتحاد.. أسماء كثيرة تم التفريط فيها.. نجوم من العيار الثقيل ولاعبون آخرون يؤدون بشكل جيد والاحتفاظ بأنصاف وأرباع لاعبين في فلسفة بناء عكسية «بالطوب المهدوم»، وبالتأكيد أن الطوب المكسر ينشئ بناية «معروجة» ومهيأة للسقوط، ولذلك يسقط الاتحاد بعد كل مباراة.. النادي يئن بالتخبطات الإدارية والأسماء الوهمية والعشوائية ولاعبين صغار كان من الممكن أن يتم تهيئتهم بأسلوب احترافي، ولكنهم تشبعوا بالعشوائية حتى تضخموا فكريًا في قدراتهم وباتت أرجلهم أثقل من أوزانهم، وعلى الجماهير الاتحادية أن تتحلى بالصبر وتتريث وتنتظر، فمرحلة التصحيح لن تتم بين عشية وضحاها، فالفريق الكروي دون مدرب متمكن ولا يوجد به محترفون ولا نجوم من العيار الثقيل لن ينافس على البطولات، والحديث عن عودة الأمجاد هراء في هراء، صحيح أن هناك عملًا كبيرًا يتم، ولكن هذا العمل يحتاج لأدوات نجاح.. مدرب متمكن ولاعبين متميزين وعناصر لها ثقلها وإعادة نقطة مهمة للفريق الاتحادي وهي الولاء للشعار الأصفر والأسود، وهذا الجانب بالتحديد خضع لعملية تخريب كبيرة أعان الله رئيس النادي والجهاز الإداري في إصلاح ما أفسده الآخرون. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :