•أكثر ما يصدمك في بعض جامعاتنا السعودية هو ذلك التطابق المذهل في الأسماء، الذي قد تجده بين مسئول في الجامعة وبين أحد المعيدين مثلاً .. تطابق قد يدفعك للريبة من أول وهلة.. لكنك تحاول أن تُقدم حسن النية ، فـ ( تتعوذ من إبليس) ، و (تميّل ) على بنك أمثالنا الشعبية المخدرة لإقناع نفسك بأن الأمر طبيعي ، وأن ( ابن الوز قد يكون عواماً بالفعل ) ، لكن كل هذه النوايا الطيبة تتلاشى وتتحول إلى علامات استفهام وتعجب ضخمة عندما تكتشف أنه المسئول الموقر لا يرعى وزة واحدة ولا اثنتين ولا حتى ثلاثاً بل ( شلة وز ) يصبح معها حسن النية نوعاً من السذاجة التي لامعنى لها ! . • بعض جامعاتنا السعودية - وبعد أن فشلت في أن تصبح شيئاً مذكوراً - يبدو أنها قررت الدخول لموسوعة ( جينس) عن طريق (الجروبات العائلية ) .. فمن المسئولين من استطاع توظيف زوجته وأولاده وبناته وكل المضافين معه في (كرت العائلة ) تحقيقاً لمبدأي ( لم الشمل ) و( توطين الوظائف) ولكن على الطريقة المحلية الخاصة ! .. ولن يفوت على نباهتك -عزيزي القارئ- أن هذا الأمر لا يتم إلا على حساب كفاءات شابة تم القذف بها خلف أسوار الجامعة إكراماً لعيون (عائلة سعادته ) ! . •الجامعة - أي جامعة - هي المنارة التي تقود حركة التنوير في أي مجتمع ،شريطة أن تقوم على مبدأ استقطاب الكفاءات بغض النظر عن جنسها أو جنسيتها ، لكنها تتحول إلى وبال عندما تصبح مسرحاً للانتهازيين الذين يحولونها إلى استراحة للاسترزاق العائلي بدءاً باغتصاب الفرص وتعيين الأقارب وليس انتهاء بتجارة الانتدابات و ( الأوفر تايم ) و( الأترام الصيفية) ! . •قلت من قبل أن لصوص المناصب أشد خطراً على الأوطان من لصوص المال .. وأضيف اليوم أن الجامعات التي تقوم على الشللية و( الاسترزاق) العائلي أكثر ضرراً من الجامعات الوهمية .. صحيح أن الاثنتين تشتركان في الغش والتزوير والتزييف ، لكن الأولى تزيد سوءاً بقتلها لآلاف الكفاءات الشابة عندما تغتصب حقوقهم وأحلامهم وسنوات تفوقهم من أجل عيون الأقارب !. • أفهم أن يرث الولد عن أبيه أمواله وكل ممتلكاته .. لكن ما لم استطع فهمه هو أن يرث وظيفته التي هي حق مشاع للجميع، يشغلها الأكفأ بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain