لماذا تتصدر هارفارد جامعات العالم؟! | محمد بتاع البلادي

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

• دون الدخول في هزليات ونوادر ترتيب جامعاتنا السعودية عالمياً ، يبدو السؤال الجدير بالتأمل والإجابة: لماذا تتربع ( هارفارد ) منذ 400 سنة تقريباً على عرش التعليم الأكاديمي في العالم ؟! .. ولماذا تبدو المسافة شاسعة بينها وبين جامعاتنا الموقرة ؟! الإجابة ليست سراً، فهي مطبوعة على (جبهة) موقع الجامعة التي تقول إنها تستثمر‏37‏ بليون دولار في البحث العلمي !! .. وهو رقم مهول؛ يفوق ميزانية البحث العلمي لكل دول الخليج مجتمعة ، و يبرر احتكار هارفارد للقمة ، خصوصاً إذا علمنا أن عدد الأبحاث العلمية ومدى جودتها يقتطع 30 % من درجة التقييم ، و أن تأثيرها على الوسط العلمي وعدد المرات التي تم الاستناد عليها كمرجع تقتطع 30% أخرى . • الأبحاث العلمية هي تاج الجامعات وقلادة عنقها ، فالهدف الأساسي من الجامعة - أي جامعة - ليس فقط منح الدرجات العلمية لطلابها ثم إلقاءهم على أرصفة الانتظار ، بل إن لها دوراً ريادياً أهم ، يتجلي في وضع إمكاناتها العلمية والبحثية في خدمة المجتمع ، وحل مشكلاته الصحية والبيئية والاجتماعية ..‏ وللأمانة فإن جامعة ( هارفارد) لم تخدم مجتمعها المحلي فقط بل تجاوزت ذلك إلى خدمة البشرية جمعاء من خلال أبحاثها التي غيَّرت وجه الكون أكثر من مرة ، وأساتذتها الذين حصل 40 منهم على جائزة نوبل . • للإنصاف لابد من القول إن تطوير البحث العلمي ليس مسئولية الحكومات فقط ,‏ بل هو مسئولية مجتمعية، يشارك القطاع الخاص بجزء كبير منها ، والميزانية الضخمة لجامعة (هارفارد ) يساهم القطاع الخاص بنسبة 57% منها ، وهذا بالطبع نابع من تفهم رجال الأعمال لأهمية البحث العلمي في زيادة وتحسين إنتاجهم ، حيث يدعمون الأبحاث التي تنتجها الجامعات ، فتستفيد الجامعة في توسيع وتجويد أبحاثها ..ويستفيد المجتمع من هذه المنافع المتبادلة في إيجاد حلول لمشاكله .‏‏ • محلياً كلما قرأت عن تفاقم مشاكلنا وتحدياتنا الخاصة ( كورونا ، التصحر ، نقص المياه ،الزراعة ، الجفاف ... ) ينتابني نفس التساؤل : لماذا لا يتعاون رجال الأعمال والشركات الكبرى مع الجامعات في محاولة حلها من خلال الإعلان عن منح‏‏ للدارسين ذوي الأبحاث المتميزة .. فأتلقى نفس الإجابة : لأن ثقافة البحث العلمي ثقافة غائبة في مجتمعنا للأسف ! • الفارق بين (هارفارد) وجامعاتنا ، هو ذات الفارق بين ( كيف) و( لماذا ) .. فإذا كانت ( لماذا ) تقود في الغالب إلى إجابات روتينية مسبقة الصنع ومعطّلة للتفكير، فإن ( كيف) تدفع نحو التفكير والتفكيك والبحث المفضي الى المعرفة بدلاً من التلقي والتسليم.. لذلك فإن الخطوة الأولى للتحول من مجتمع مستهلك إلى منتج، ومن أمة مستقبلة للمستحدثات إلى صانعة لها تكمن في الإجابة على السؤال : لماذا تتصدر هارفارد جامعات العالم؟! Twitter: @m_albeladi m.albiladi@gmail.com

مشاركة :