قال اقتصاديان كويتيان إن صناع السوق يتطلعون إلى محفزات حقيقية للعودة إلى سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) لاسيما أنه «بات يعتمد كليا على وتيرة المنهجية التي يتبعها الأفراد في ظل غياب العمل المؤسسي لكبريات المجموعات». وقال الاقتصاديان في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس الأحد «إن استمرار افتقاد البورصة للمحفزات الإيجابية سيساهم في تراخي تعاملات السوق وينعكس سلبا على مؤشرات القطاعات المدرجة لاسيما القيادية منها». وأضاف أن الصناديق الاستثمارية والمحافظ المالية لكبريات المجموعات تتحرك بحذر شديد في نطاق ضيق منذ بداية العام. وأوضح مستشار مجلس الإدارة في شركة (أرزاق كابيتال) صلاح السلطان أن الحالة التي وصل إليها السوق تستدعي قيام المسؤولين في (هيئة أسواق المال) باجتماعات مع كبار صناع السوق للاستماع إلى شكواهم وأسباب عزوفهم عن الدخول في حركة السوق للخروج بحلول جذرية في هذا الشأن. وأشار إلى ظاهرة انسحاب الشركات من السوق وشح السيولة التي يعاني منها في ظل تدنيها إلى مستويات «مقلقة للغاية» إذ كانت تتخطى الـ100 مليون دينار كويتي في عام 2008 في حين وصلت الآن إلى نحو 10 ملايين دينار (الدينار يعادل 3.3 دولار أميركي). من جهته قال المدير العام لشركة (مينا للاستشارات الاقتصادية) عدنان الدليمي إن السوق تعاني بالفعل من غياب كبريات المجموعات الاستثمارية التي تقوم بدور صانع السوق مبينا أن تلك المجموعات تترقب القرارات والقوانين الجديدة التي تعكف هيئة أسواق المال على الانتهاء منها. وأضاف الدليمي أن بعض صناع السوق يعزفون عن الولوج في أوامر الحركة حتى تتضح دفة توجهات السوق مؤكداً الحاجة إلى حزمة من الإجراءات الداعمة لتعود السوق لارتفاعاتها السابقة. وأشار إلى تطلع الكثير من المتعاملين إلى ضخ السيولة لاسيما عقب انتهاء موسم الإجازات «ما يعني أن السوق على موعد مع ارتفاعات متوقعة». وفي جلسة اليوم استهلت السوق تعاملاته على تباين لاسيما مع انتعاش أسهم شركة الاستثمارات الوطنية ما فتح المجال لدخول بعض المجموعات على تلك الأسهم رغم اهتمام بعض المتعاملين بأسهم عدد من الشركات الصغيرة. وكان لأخبار العديد من الشركات تأثيرات متفاوتة على قرارات المتعاملين في الدخول بأوامر الشراء أو البيع منها بيع شركة (جي أف أتش) لحصتها البالغة %18 في نادي (ليدزيونايتيد) لكرة القدم ما انعكس إيجابا على سهم الشركة في سوقي الكويت ودبي.;
مشاركة :