بغداد تستبق معركة الموصل الفاصلة برفض تصريحات إردوغان حول «درع الفرات» العراقية

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت تؤكد فيه عدة مصادر عراقية متطابقة أن ساعة الصفر لمعركة الموصل باتت وشيكة وأن موعد انطلاقها شبه المؤكد مطلع الشهر المقبل، بلغ العراق تركيا أمس رفضه التصريحات التركية حول القيام بعملية عسكرية تركيّة في العراق مماثلة للعمليّة التي حصلت في سوريا خلال الفترة الماضية، التي عرفت بعملية «درع الفرات». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد أكد، الأربعاء الماضي، أن الموصل تحتاج إلى عملية شبيهة بـ«درع الفرات» التي نفذتها القوات التركية مع عناصر الجيش الحر والتحالف الدولي في شمال سوريا، وحررت خلالها جرابلس والراعي من تنظيم داعش. وقال بيان للخارجية العراقية إن وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري «التقى على هامش اجتماعات قِمَّة حركة عدم الانحياز السابعة عشرة في فنزويلا بوزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو». وأضاف البيان نقلاً عن الجعفري أن «العراق سجل موقفًا إيجابيًا مع تركيا خلال فترة الانقلاب الذي حصل في يوليو (تموز) الماضي ويؤكد تعزيز علاقاته مع تركيا»، مشيرًا إلى أن «التصريحات الأخيرة الصادرة عن الجانب التركي الخاصة بالقيام بعملية عسكرية تركيَّة في العراق مماثلة للعمليّة التي حصلت في سوريا خلال الفترة الماضية، تبعث على الاستغراب». وشدد الجعفري بحسب البيان: «إننا نرفض رفضًا قاطعًا أي عمليّة عسكرية تتمّ على الحدود المشتركة من دون علم وتنسيق مع الحكومة الاتحادية ببغداد»، مجددًا تأكيده على «رفض العراق المستمر لوجود القوات التركية قرب مدينة بعشيقة وضرورة سحبها من داخل الأراضي العراقيّة وإنهاء هذا الملف من سجل العلاقات العراقية - التركية». وفي هذا السياق، أكدت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أنها سبقت السلطة التنفيذية في مواقفها الرافضة للتدخل الخارجي، ومنها دخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية دون مشاورة مع الحكومة العراقية. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عبد الباري زيباري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف البرلمان العراقي ومن خلال لجنة العلاقات الخارجية واضح من هذا الموضوع، حيث سبق لنا من عدة شهور أن ثبتنا موقفنا من هذه التطورات على صعيد التحرك التركي، وقد حولناه إلى قرار تم التصويت عليه داخل قبة البرلمان، وبذلك فإننا سبقنا السلطة التنفيذية في توضيح مثل هذه الأمور». وأضاف: «إننا في ضوء هذه التطورات نؤكد مجددًا رفضنا لأي وجود للقوات التركية داخل الأراضي العراقية، سواء تلك القوات الموجودة في معسكر بعشيقة قرب الموصل أو القواعد التركية الموجودة داخل إقليم كردستان، وبالذات في محافظة دهوك ومناطق أخرى التي تبلغ بين 7 و9 قواعد»، مبينًا أن «هذه القواعد التي وجدت لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني ضمن اتفاق كان شفويًا مع النظام السابق، بينما يقول الأتراك إنه ضمن اتفاق مكتوب، لكننا حين تابعنا الأمر لم نعثر على أي وثيقة في الخارجية وفي غيرها من المؤسسات المعنية تشير إلى وجود مثل هذا الاتفاق، وبالتالي فإن وجود القوات التركية وقواعدها ليس شرعيًا». وحول التصريحات الخاصة بإمكانية قيام عملية عسكرية في العراق على غرار درع الفرات في سوريا، قال زيباري: «لا أعتقد أن الأتراك يمكن أن يقوموا بمثل هذه العملية، لكنهم يبدو بحاجة إلى قراءة المواقف ومعرفة ردود الفعل». ودعا زيباري تركيا «بوصفها تقول إنها تحارب تنظيم داعش أن تنسق مع الحكومة العراقية بشأن كل ما يتعلق بالحرب ضد (داعش)، إذ إن الحرب تتطلب تنسيقًا مسبقًا، وهو ما يعني دخولها في مفاوضات صريحة لترتيب مثل هذه الأمور». بدوره، يرى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، الدكتور واثق الهاشمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأولويات التركية في الحقيقة ليست (داعش)، بل حزب العمال الكردستاني ومنع إقامة دولة كردية، وبالتالي فإن هذه المعادلة شديدة الاختلال يبدو من الصعب التعامل معها عراقيًا، لأن أولوية العراق هي الخلاص من (داعش)، كما أنه في الوقت نفسه يسعى من أجل إقامة علاقة جيدة مع تركيا». وأضاف أن «تركيا كان يجب أن تأخذ الموقف العراقي الإيجابي من الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب إردوغان، حيث وقفت مع الشرعية، بينما تركيا تقابل العراق بمواقف تثير المخاوف، منها ما أعلنه إردوغان قبل فترة من أنهم لن ينسحبوا من بعشيقة، وهو ما يعني أن لديهم ترتيبات إلى ما بعد تحرير الموصل». وكشف الهاشمي أن «بغداد رفضت طلبًا لرئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلديرم لزيارة بغداد، حيث ربطته بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية».

مشاركة :