هل دماء الأردنيين حرام أم حلال؟!

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

تخيلوا أن يُقتل إسرائيلي في عمان على يد جندي أردني حتى لو كان الإسرائيلي يحمل قنبلة نووية، ستغلق السفارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية أبوابها خوفا من الوضع الأمني المتردي، وستصدر بيانات عن الاتحاد الأوروبي تدين مقتل المواطن الإسرائيلي البريء على يد الجندي الأردني المتهور، وسوف تعلن إسرائيل الحداد ثلاثة أيام على اليهودي المسكين، وسيذهب كبار المسؤولين يعزون باليهودي الذي قتل ظلما وعدوانا، وسوف لن يبقى أمين عام للأمم المتحدة ولا للاتحاد الأوروبي إلا ويعبر عن أسفه على مقتل الإسرائيلي على أيدي الإرهابيين العرب. اليهود الذين لا ذمة لهم ولا ضمير، ولا عهد ولا وفاء أرسلوا ثلاثة من الإرهابيين لقتل مواطن أردني في منتصف النهار في وسط عمان رغم أن بيننا وبينهم معاهدة سلام مشؤومة معاهدة وادي غرب، اليهود الإسرائيليون قتلوا قاضيا أردنيا وائل زعيتر بحجة أنه تهجم على الجنود الإسرائيليين على الحدود، تخيلوا قاض أعزل يتهجم على الإسرائيليين وهم مدججون بالسلاح والخوذ والقنابل، ويذهب إلى الله مظلوما وما نزال ننتظر نتائج لجان التحقيق، اليهود الذين لا ينتمون إلى أصول بشرية بكل النصوص السماوية قتلوا مواطنا أردنيا كركيا سعيد العمرو، قال لأنه كان ينوي أن يطعن جنديا، وذهب سعيد وما نزال ننتظر أن تفعل الحكومة شيئا، والحقيقة أن الحكومة لم تقصر فقد سألت السفيرة الإسرائيلية على استحياء عن ظروف مقتل المواطن الأردني. لم يستدعِ وزير الخارجية البطل الهمام السفيرة الإسرائيلية ويوبخها ويطلب منها تفصيلا بلهجة حادة، ولم يطالب بأي تعويضات للمواطن الأردني المغدور ولم تتقدم إسرائيل ولن تتقدم بأي اعتذار ولن تحاكم الجندي أو المجندة للترفيه أو تحكم عليها، بينما الجندي الأردني البطل الذي قتل يهوديات كن يستهزئن بالله وبالصلاة مايزال في السجن عقابا له على ما فعل غير التعويضات التي تم دفعها لأهالي البنات اليهوديات غير المؤدبات اللواتي دفعن ثمن استهزائهن بالجندي الأردني وهو يقيم صلاته. لماذا تستهين الحكومات الأردنية بدماء الأردنيين ومصائبهم وكأنهم دواب في زريبة أو أعداد لا قيمة لها؟!.. لماذا لا تتحدث الحكومة بلهجة الغاضب على دماء أبنائها؟! هل لو كان القتيل ابن رئيس وزراء أو وزير خارجية لكانت ردة فعل الحكومة بنفس الطريقة، أم أن المواطنين مصنفون عند الحكومة ألف وباء، أو أبناء النبلاء وأبناء العامة؟!.. لماذا تمتلك بعض الحكومات كل العزة والكرامة والأنفة وتدفع إسرائيل ثمن أخطائها وجرائمها بينما الحيط الأردني دائما واطي ولماذا لا نقف موقفا شهما رجوليا أمام تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الأردنين الأبرياء؟! الناس لا تقبل بما يجري وإذا كانوا سكوتا فليس رضا منهم ولا تسليما وإنما انتظار لأمر الله الذي نرجو أن يلطف بنا، فالحكومات الأردنية لا يهمها من المواطن الأردني إلا جيبه ومقدار ما تستخلصه من قوته وقوت أولاده، أما ما تبقى فالحكومة لا يهمها أي شيء آخر ولو قتلت إسرائيل نصف الشعب الأردني، المهم أن يبقى الوزراء وزراء والرئيس يتجرجر بأثواب الإحرام وكأن الحج أقرب عند الله للرئيس من إشاعة العدالة الاجتماعية والدفاع عن دماء الأردنيين وحرمتهم لأن تنقض الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من هدر دم أمرئ مسلم، لقد قرفت الناس من تذلل الحكومات إلا على الشعب فما صدقنا أن انتهينا من عبدالله النسور الذي موّت الشعب الأردني جوعا وسكت عن دمه المهروق وماله المسروق حتى أتانا من يتابع المسيرة وكأن الجميع يقرأون عند نفس الشيخ أو يتخرجون من نفس المحفل. لا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله العظيم أن ينتقم من اليهود أبناء الأفاعي وممن يستهون دماء المسلمين ولا يدافع عنها وهو يقدر.

مشاركة :