مع قرع أجراس بداية العام الدراسي الجديد وفي ظل تخوف أولياء الأمور من الزحام والاختناقات المرورية، تدق أجراس الخطر على فلذات الأكباد أطفالنا الذين يمشون على الأرض، بعد أن احتلت شاحنات مواقف سيارات مدارسهم، وسط إصرار عدد من قائديها أن ينغصوا على الآباء والأمهات تلك البداية بخوف يزرعونه في القلوب بعد ما اختفت معالم الأبنية وراء مجسمات الباصات والشاحنات التي غزت المكان لاسيما في منطقة الفروانية التي تحولت الشوارع المطلة على تلك المدارس إلى كتل من السيارات لا تتحرك قيد أنملة لدقائق، وأحياناً لساعات تمر على أناس يجلدهم الخوف من التأخر على أعمالهم ودواماتهم. تلك الشاحنات، التي يسارع سائقوها باحتلال ساحات مواقف المدارس منذ المساء ولا تتحرك ربما لأيام عدة، جعلت الوصول للمدارس مهمة أشبه بالمعركة اليومية ما بين شد وجذب بين أولياء الأمور من ناحية، وخوف على أرواح الطلاب العابرين سيراً على الأقدام بعد نزولهم من سيارات ذويهم من ناحية أخرى. عدد من مسؤولي إدارات تلك المدارس وأولياء الأمور استنجدوا بـ«الراي» بعد ان تقطعت بهم السبل وضاق بهم الطريق، مؤكدين أنهم تقدموا بشكاوى عدة لوزارة الداخلية وبلدية الكويت فلم يحصلوا على أي رد ولم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن. أحدهم قال، ومراراة الحديث تسبق قوله وتُلعثم لسانه، «سبق ودهست إحدى الشاحنات طفلاً سورياً فماذا ينتظرون؟ هل المطلوب دهس عشرات الطلاب حتى يتم التحرك وإنقاذنا من شبح تلك الشاحنات؟» مطالباً «بضرورة إلزام تلك الشاحنات بعدم الوقوف في مواقف المدارس حرصاً على أرواح فلذات الأكباد وتجنباً لإحداث ربكة في الشوارع المرتبكة بالفعل».