طالبت قيادات في حزب «نداء تونس» الحاكم بتقليص نفوذ نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في قيادة الحزب، غداة تعيين رئيس الوزراء يوسف الشاهد رئيساً للمكتب السياسي، فيما أكد السبسي سعي بلاده الى جلب استثمارات أجنبية لإنقاذ اقتصادها المتردي. واعتبر 11 قيادياً في حزب «نداء تونس» العلماني الحاكم (حزب رئيس الجمهورية)، أن تعيين الشاهد على رأس الهيئة السياسية للحزب هو «محاولة انقلابية من جانب حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس) للاستيلاء على قيادة نداء تونس». وكان «نداء تونس» أقرّ أول من أمس، تكليف الشاهد برئاسة الهيئة السياسية (أعلى سلطة في الحزب)، وذلك بناءً على اقتراح تقدم به حافظ قائد السبسي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للحزب، ما أثار جدلاً كبيراً سواء داخل قيادات الحزب وخارجه. وقال الرافضون لهذا التعيين إن «الخطر هو تعمد نجل السبسي إقحام رئيس الحكومة ووزراء الحزب في هذه المناورة من دون وعي أو تقدير للخطر والأضرار التي ستعرقل، لا محالة، مسيرة حكومة الوحدة الوطنية» وفق بيان وقعه 11 قيادياً بارزاً في الحزب. وطالبت قيادات مناهضة لنجل السبسي، الأخير بالتخلي عن مهماته إلى حين المؤتمر المقبل للحزب، مؤكدين رفضهم تكليف الشاهد برئاسة الهيئة السياسية وإلحاق كل وزراء الحزب بها. ويعتبر مراقبون أن مثل هذه الخطوة ستؤثر في نشاط العمل الحكومي، على اعتبار أن رئيس الحكومة لن يستطيع التوفيق بين إدارة البلاد وتسيير شؤون الحزب الأول الذي يعاني من صراع تيارات داخله. ويُعتبر الشاهد من المحسوبين على تيار نجل الرئيس الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل «نداء تونس». وبذلك يعود الخلاف والصراع بين قيادات الحزب إلى العلن وسط تحذيرات من تأثير انشقاقات محتملة داخل الحزب الحاكم في عمل حكومة الوحدة الوطنية وفي الاستقرار السياسي في البلاد التي تعاني من عدم الاستقرار على مستوى الحكم منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكان «نداء تونس»، الذي أسسه الرئيس الباجي قائد السبسي منذ 4 سنوات، تعرض في العام الماضي لانشقاقات بعد استقالة 32 نائباً من كتلته البرلمانية، ما قلّص مقاعد الحزب في البرلمان إلى 54 مقعداً، الأمر الذي أفقده الأكثرية لمصلحة حليفته حركة «النهضة» الإسلامية التي تملك 67 مقعداً في مجلس النواب. في غضون ذلك، قال السبسي، الذي يزور نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي المنتدى الأميركي - الأفريقي، وذلك بدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن زيارته إلى الولايات المتحدة «تهدف إلى استعادة مكانة تونس العالمية». وصرح السبسي إلى وسائل الإعلام أمس، بأن «الزيارة تأتي في إطار جهود رفع مكانة تونس على المستويين الإقليمي والدولي، بعد أن شهدت تقهقراً خلال السنوات الخمس الماضية»، معرباً عن تفاؤله باستقطاب ما تحتاج إليه تونس من استثمارات خارجية من خلال لقاءات مع عدد من رجال الأعمال.
مشاركة :