أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تطهير «حوالى 900 كيلومتر مربع» من الأراضي شمال سورية من «الإرهابيين» ومنهم عناصر «داعش»، مشيراً إلى أن المساحة يمكن أن ترتفع إلى خمسة آلاف كلم مربع عما قريب. واعتبر الرئيس التركي في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، ان العملية العسكرية التي شنتها تركيا، اتاحت «حتى الآن تطهير حوالى 900 كيلومتر مربع من الأراضي من العناصر الإرهابية». وأضاف الرئيس التركي: «اننا نتقدم نحو الجنوب»، مؤكداً ان «هذه المنطقة الأمنية يمكن ان تبلغ عما قريب 5000 كيلومتر مربع». شن الجيش التركي في 24 آب (أغسطس) هجوماً عسكرياً اطلق عليه اسم «درع الفرات»، ليطرد من شمال سورية عناصر تنظيم «داعش» وكذلك متمردي حزب العمال الكردستاني الأكراد أو مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي السورية اللذين تعتبرهما أنقرة تنظيمين «إرهابيين». وشدّد الرئيس التركي الذي كان يتحدث في مطار أتاتورك في إسطنبول على أنه سيتطرق في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تبدأ اعمالها اليوم إلى «ضرورة قيام منطقة أمنية خالية من الإرهابيين من اجل حل المشكلة». ودعت انقرة مراراً الى قيام منطقة محمية ومحظورة على الطيران داخل سورية. وأكد رجب طيب أردوغان ان «مشكلة سورية ليس معنياً بها الشعب السوري او البلدان المجاورة فحسب (...) تداعيات هذا النزاع تؤثر في مناطق اخرى». وأوضح الرئيس التركي ان «كل ثانية، كل دقيقة تهدر لحل هذه المشكلة، تشكل عاراً على الأمم المتحدة». وأعرب أردوغان من جهة اخرى عن سروره بعودة بعض اللاجئين السوريين الى مدينة جرابلس (شمال سورية) التي طرد منها عناصر تنظيم «داعش» بعد معارك مع مقاتلين موالين لأنقرة يدعمهم الجيش التركي. وأضاف أردوغان «إن شاء الله، ستتيح جهودنا زيادة مساحة هذه المناطق الآمنة حتى يتمكن مزيد من السوريين، من دون خوف من الإرهابيين، من العودة» الى بلادهم. وقالت تركيا التي تستقبل اكثر من 2.5 مليون لاجىء سوري على اراضيها، ان هذه العودة ستكون طوعية. ونقلت مواقع إلكترونية عن أردوغان قوله إن «الجيش السوري الحر لا يرغب في العمل إلى جانب القوات الخاصة الأميركية»، معتبرًا أن موقفهم انعكاس لسلوك المسؤولين الأميركيين. وأضاف: «سأطرح موضوع المنطقة الآمنة في الشمال السوري من جديد خلال مشاركتي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة»، محملًا الدول - وبخاصة المتقدمة منها - مسؤولية حل أزمة اللاجئين». وكانت مجموعات تابعة لفصائل الجيش السوري الحر طردت عددًا من المستشارين والضباط الأميركيين الذين دخلوا إلى مدينة الراعي، من أجل تقديم الاستشارة في عمليات «درع الفرات». الى ذلك، نقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن «كتائب الثوار» قولها انها سيطرت على خمس قرى بريف حلب الشمالي، عقب معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، ذلك ضمن المرحلة الثالثة من معركة «درع الفرات» التي تهدف إلى طرد التنظيم من مدينة الباب بريف حلب الشرقي. ويستمر هجوم عمليات «درع الفرات» في مرحلتها الثالثة على المناطق المحيطة بمدينتي الباب والراعي، حيث سيطر الثوار بعد معارك عنيفة مع تنظيم «داعش» على قرى عدة في عمق الريف الشمالي، وهي قصاجق، وقره كوز، وتل شعير، وتلعار غربي، وتلعار شرقي، وفجروا عربة مفخخة للتنظيم على أطراف قرية تلعار، وسط انهيارات في صفوف التنظيم، الذي قام بترحيل عائلات مقاتليه وممتلكاتهم من مدينة الباب إلى محافظة الرقة عاصمة التنظيم وأكبر معاقله في سورية. ونعت «الفرقة 13» قائد القوة المركزية والقائد العسكري في لواء المصطفى شمال حلب عبد الكريم عليط وأخاه بشير عليط اللذين قضيا خلال المواجهات مع تنظيم «داعش» في قرية تلعار. وقالت «الفرقة 13» في بيان نشرته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إن عبد الكريم «خاض عشرات المعارك في ريف حلب الشمالي ضد النظام وتنظيم «داعش»، وشارك في السيطرة على العديد من القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي». وكانت انطلقت المرحلة الثالثة لعملية «درع الفرات» الخميس الماضي باستهداف المقاتلات التركية والمدفعية المتمركزة في المناطق المحررة مواقع التنظيم في مدينة الباب، بينما انطلقت قوات «الجيش السوري الحر» التي يبلغ قوامها ألفاً و500 مقاتل إلى جانب 500 من قوات المهمات الخاصة، براً من جنوب بلدة الراعي باتجاه المدينة المذكورة، وفق موقع «ترك برس». الى ذلك، اعلن تنظيم «داعش» من خلال إصدار مصور جديد بثه الاثنين عن إعدام قيادي في «فرقة الحمزة» التابعة لـ «الجيش الحر» والمنضوية في غرفة عمليات «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي. وبث التنظيم إصداره الذي يحمل عنوان «فاعتبروا»، مظهراً إعدام التنظيم للقيادي أحمد موسى الحسين برشاش ثقيل بعد أن تم إحكام تكبيله بعمود إسمنتي، وبعد أن لفظ الحسين أنفاسه الأخيرة، أقدم عنصر آخر من التنظيم على نحره، وقطع رأسه ووضعه فوق جسده بعد ذلك. ووفق اعترافات الحسين التي بثها التنظيم، فإن مهمة مجموعته هي تمشيط المناطق التي يخرج منها تنظيم «داعش» بعد تمهيد طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية. وأشار إلى أنه كان مسؤولاً عن الرشاشات التي تتلقاها فصائل «الجيش الحر» من دول التحالف الدولي. وحول عملية اعتقاله، قال إن سيف أبو بكر قائد «لواء الحمزة»، التقاه في عفرين، وأرسله إلى بلدة كفرغان بالريف الغربي لحلب، «لكن تفاجأت أن داعش مسيطر هناك». وهاجم التنظيم في إصداره الرئيس التركي «الذي وصفه بأنه «طاغوت الإخوان الذليل»، مشيراً إلى «وعوده السابقة للثوار في سورية بحماية حماة وحلب وغيرهما». كما اتهمه بفتح قاعدة أنجرليك التركية حيث «تخرج منها الطائرات التي تقصف المسلمين». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «داعش» اظهر أحمد موسى الحسين على انه «قائد ميداني في لواء الحمزة ومسؤول عن الرشاشات الأميركية المُسلَّمة لهم من جانب التحالف، وهو ينحدر من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، حيث جرى أسره في منطقة كفرغان الواقعة في ريف حلب الشمالي».
مشاركة :