قال محققو الأمم المتحدة في جرائم الحرب في سورية، إن إجراء مقابلات مع اللاجئين السوريين الذين وصلوا أخيراً الى دول أوروبية، بات أكثر صعوبة، وحضوا تلك الدول على تسهيل تواصلهم مع اللاجئين بغية توثيق الانتهاكات الجديدة. وتشكلت اللجنة المستقلة قبل خمس سنوات، وتقول إنها وضعت قائمة سرية لأسماء مشتبه بهم من كل أطراف الصراع يعتقد أنهم ارتكبوا جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. وطالبت اللجنة مراراً، القوى الكبرى بإحالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية. وقال باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق في شأن سورية التابعة للأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية في جنيف: «نناشد دولاً داخل أوروبا تستضيف لاجئين سوريين وصلوا حديثاً، أن تمنحنا حق الدخول وتذلّل أي عقبات تعترض عملنا». ولم يذكر بينيرو أسماء دول أوروبية بعينها تعرقل وصول المحققين للاجئين السوريين. وتوجّه كثر من المهاجرين إلى ألمانيا بعد أن سافروا عبر اليونان وإيطاليا طلباً للجوء. وأضاف: «الوقت مسألة حاسمة هنا، بخاصة إذا ما كان للجنة أن تواصل إعداد تقارير مدعومة بالوثائق عن الوضع الحالي في البلاد وليس مجرد تقارير ذات طبيعة تاريخية». وقالت اللجنة في وقت سابق من هذا الشهر، إن لديها قاعدة بيانات تضم نحو خمسة آلاف مقابلة مفصلة، ومعلومات يتم تبادل بعضها مع سلطات قضائية في دول تسعى الى محاكمة مواطنيها الذين حاربوا كمقاتلين أجانب. ولفت بينيرو للمجلس المؤلف من 47 دولة: «كانت هناك ملاحقات قضائية ناجحة بمساعدة المعلومات التي قدمناها»، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل. وأشارت كارلا ديل بونتي، وهي عضو في اللجنة وممثلة سابقة للادعاء في محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة: «نحتاج إلى إجراء تحقيق رسمي في أسرع وقت ممكن. الوقت يمر ويجب أن نكون مستعدين لمحكمة تقام في المستقبل. لا تنسوا: لا سلام من دون عدالة». وأوضح مسؤول للمساعدات في الأمم المتحدة الاثنين، أن قافلة مساعدات مكونة من 20 شاحنة وتحمل إمدادات كافية لعشرات الآلاف في شرق حلب، ما زالت عالقة في تركيا، وذلك بعد ساعات من انقضاء وقف لإطلاق النار في سورية دام سبعة أيام. وقال جوليان بريثويت، السفير البريطاني لمجلس حقوق الإنسان، إن هناك «أدلة واضحة» على أن الحكومة وتنظيم «داعش» تورطا كلاهما في قتل مدنيين بأسلحة كيماوية، بما يجعل من الضروري لمحققي الأمم المتحدة محاسبة المجرمين. وصعّدت موسكو من حربها الكلامية مع واشنطن الأحد، وقالت إن الضربات الجوية التي يشنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الجيش النظامي السوري تهدّد تطبيق خطة وقف إطلاق النار الأميركية - الروسية في سورية، وتصل إلى حد التآمر مع الدولة الإسلامية. وأدان السفير السوري حسام علاء، متحدثاً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاثنين، ما وصفه بالاعتداء الأميركي الغادر والمتعمد والمخطط سلفاً، الذي قال إنه قتل عشرات الجنود السوريين، ما مهّد الطريق لهجوم من «داعش».
مشاركة :